إغلاق الحنفية

بقلم: رؤوبين باركو
أعلن ممثلي الاونروا في بداية الشهر أنهم سيقلصون دعم المنظمة للاجئين الفلسطينيين بسبب عجز يبلغ 101 مليون دولار، الامر الذي سيسبب اغلاق 700 مدرسة في مخيمات اللاجئين في الشرق الاوسط. كان هذا بعد أن أعلنت الاونروا في كانون الثاني أنه وبسبب العجز ستتوقف عن الدعم لاصلاح البيوت في غزة وتكف عن دفع أجور الشقق لاولئك الذين تهدمت بيوتهم. مدير عام الاونروا في غزة روبرت ترانز اشتكى بان 5.4 مليار دولار وعدت بها الدول المانحة في القاهرة في تشرين الاول الاخير لم يصل منها شيء.
نائبة مدير عام الاونروا ساندرا ميتشل أعلنت أن قرار تأجيل افتتاح العام الدراسي في المدارس في غزة والضفة الغربية والاردن وسوريا ولبنان لم يتخذ بعد، وان مدير عام المنظمة ذهب للسعودية والكويت من أجل تحفيز عملية الدعم والتحذير من المغزى السياسي والامني للعجز.
المتحدث باسم حماس فوزي برهوم اعلن ان تأجيل فتح السنة الدراسية هو خط احمر، وحسب قوله انها محاولة للمجتمع الدولي للقضاء على مشكلة اللاجئين لاعتبارات مالية. مصادر فلسطينية تقول ان هذه لعبة سياسية تؤكد أن الاونروا تنازلت عن دورها من اجل القضاء على مشكلة اللاجئين وحق العودة. واحمد بحر ايضا رئيس المجلس التشريعي (حماس) حذر ان غزة موجودة «على شفا انفجار» وان خطوات الاونروا خطيرة ولها ابعاد سياسية بعيدة المدى.
مدير منظمة «ارض فلسطين» في لندن سليمان ابو ستة قال ان جوهر المشكلة المفتعلة في الاونروا هدفها تصفية المنظمة، وهي التي تبقت من قرار الامم المتحدة 194 والمتصلة بحق العودة للاجئين حسب هذا القرار. مخيمات اللاجئين في الشتات هي «محطات مؤقتة» قبل عودتهم إلى أرضهم حسب قرار 194 للامم المتحدة الذي هو «الحل الشرعي المضمون، الوحيد، الاكثر سهولة». ونظرا لان العرب يرفضون فكرة التوطين، فان مؤامرة القضاء على الاونروا التي بادرت اليها الولايات المتحدة (الممولة الاساسية للاونروا) واسرائيل (التي تستند إلى اللوبي اليهودي في الكونغرس) فهدف ذلك افشال تطبيق «العودة».
التقليصات باموال الاونروا تقلق الفلسطينيين الذين ادمنوا على الدولارات ولا يريدون حل مشكلة اللاجئين في الدول العربية او في الدولة الفلسطينية التي ستقام إلى جانب اسرائيل. فمن ناحيتهم من الافضل الرضاعة إلى الابد من الاونروا والحلم بالعودة لاسرائيل.
خلدت الاونروا الرواية المتصلة بعودة احفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين اندمجوا في الدول العربية وتغاضت عن ملايين اللاجئين الحقيقيين الذين يتهددهم الموت. وبهذا قامت الاونروا بتغطية عنصرية الدول العربية التي رفضت توطين الفلسطينيين، وزادت من عبودية الفلسطينيين وتعلقهم المادي في المنظمة الفاسدة والمخترقة من قبل المنظمات الإرهابية الفلسطينية وقدمت لحماس اماكن للاطلاق والاعمال الإرهابية ضد اسرائيل.
المتحدث باسم الاونروا في غزة عدنان ابو حسنة حذر أنه في اعقاب هذه الخطوات «سيكون اتفاق وقف اطلاق النار بخطر» واعلن ان ما يميز منظمة الاونروا هو أنها تخلد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وتوثق التاريخ ووجودها يعكس التزام المجتمع الدولي بالمشكلة الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى فلسطين، وحسب قوله فان تقليص ملايين الدولارات سيتسبب بضرر 5.5 مليون لاجيء ونصف مليون طالب فلسطيني الامر الذي سيؤدي إلى التطرف، الجوع وعدم الاستقرار.
يقول المثل العربي «الحكي لك يا جارة واسمعي يا كنة». وعلى ضوء اغلاق خط ملايين الدولارات المتوقع فان الفلسطينيين يحذرون الغرب الخائف من أن التقليص في ميزانية الاونروا سيشجع التطرف والانضمام لمنظمات الإرهاب. رغم انه حسب القانون الدولي فان اللجوء لا ينتقل بالوراثة. ولان الاونروا حافظت على كذبة العودة فقد شكل ذلك رافعة لرفض الفلسطينيين المواطنة في اماكنهم الامر الذي تسبب بالحرب من أجل الاستقلال الفلسطيني. ووقف نشاط الاونروا في الساحة الفلسطينية هو بداية طريقهم للاستقلال.
اسرائيل اليوم