البرنامج الانتخابي للهيئات المحلية

بقلم: 

البرنامج الانتخابي متطلب قانوني للقوائم الانتخابية المشاركة في الانتخابات المحلية، ويجب أن يكون ضمن المعقول، فلا نريد مطالب تأكلنا العسل في سنغافورة ولا قلتها أو فضفاضة لا قيمة لها، إنما يجب أن تكون البرامج والخطط الانتخابية للمرشح قابلة للتحقيق ويمكن للمواطن العادي فهمها وحسها، والذي سيبني صوته عليها في الصندوق، فبعض الأحزاب التي ترشح قوائم انتخابية لها برنامج منذ سنين الستينيات هو نفس برامجها السياسية، ولا تصلح لمرحلة الانتخابات المحلية بتاتا.
أجزم أن مشكلة المياه مثلا موجودة في كل هيئات الوطن وإن تصل المياه في حدها الأدنى فإنها لا تكفي لاحتياجات المواطنين وبالتالي يجب أن يكون لدى المجالس المحلية الجديدة القدرة على التصدي لهذه المشكلات وحلها، ومن وضع نصب عينيه الاحتلال كشماعة لمنعه من القيام بواجبه فعليه ألا يغلب نفسه للترشح للانتخابات ومن رغب بالترشح لغرض فقط شغل منصب أو أن الحزب الفلاني اتصل به وطلب منه أن يكون ضمن قائمة فالأولى له ألا يكون.
مثال، منذ أكثر من عشرين عاما ونحن نطالب بان يكون هناك جسر للمشاة على الشارع الرئيسي في حواره في الطريق الواصلة بين نابلس ورام الله وقد وقعت حوادث دهس كثيرة هناك راح ضحيتها العشرات من المواطنين، ولكن خلال الأيام الماضية قام المجلس البلدي هناك بوضع جسر ولم تعارض سلطات الاحتلال ذلك، وهذا يدلل على أن الاعتراض كان مجرد كلام أو بيع حكي فاضي للناس.
من يجد في نفسه العمل لصالح الناس عليه أن يكون على مستوى المسؤولية، كثيرون من يبيعونا الكلام الفارغ كما في القوائم التي ترشحت لبلدية نابلس في الانتخابات السابقة، إجمالا لم يقدموا أي شيء ملفت للنظر للمدينة، وعلى سبيل المثال منذ أكثر من عشرون عاما وجزء من الشارع في شارع القدس في نابلس هابط (نازل) ويحتاج إلى صيانة وهو يسبب ضرر كبير للسيارات المارة وعلى الرغم من كتاباتنا الكثيرة وهو حيوي تمر منه عشرات السيارات في الدقيقة، ولا أتوقع أن أيا من رؤساء بلدية نابلس السابقين إلا ومر عليه فوق الألف مرة ولكن لم يلتفتوا إلى العمل عليه وإصلاحه. والذي لا يحتاج سوى إلى ثلاثمائة دولار.
زد على ذلك الأعمال التي تحتاج إلى أشهر لانجازها وهي لا تحتاج إلى ذلك، لأنه لو وضعت الخطط قبل البدء بالتنفيذ لما احتاج الشارع إلى أكثر من شهر. لا مراودات ولدينا الكفاءات التي يمكن أن تنهض بالحياة اليومية للناس ولكن نحتاج إلى المرشحين الأكفاء لإدارة البلديات وفرض أجندات وطنية خدماتية تلبي رغبة وحاجة الناس في الكهرباء والصحة والمياه والشوارع والمباني والتعليم وغيرها الكثير.
معظم البلديات السابقة إلا من رحم ربي (اثنين أو ثلاثة على مستوى الوطن كله) لم تقدم مستوى الحد الأدنى من الخدمات وقد ضاقت الناس ذرعا، ومثلا عندما تؤجل لمبة شارع لإصلاحها أمام بيتي لأكثر من ستة شهور، مع إبلاغهم أكثر من مرة، فهذا مؤشر خطير على مستوى كفاءة الناس في المجالس المحلية، وإنفاق أموال الممولين من حساب الشعب الفلسطيني على أمور تافه فهو اخطر، فقط لان رئيس البلدية رآها في دولة وجاء ليطبقها في إحدى البلديات فكان ضررها اكبر من نفعها.
لذا يلزم أن يكون البرنامج الانتخابي سابق لطلب المرشح.