سيدي الرئيس دعنا نحارب معاً

بقلم: 

يعيش المشروع الوطني الفلسطيني حالياً الوضع الأسوأ على الإطلاق، في ظل الظروف الإقليمية المستجدة واستفراد الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين وإنفاذ مشاريعه الاستيطانية التوسعية على أراضيهم، والخروج من هذا المأزق الذي يعيشه المشروع الوطني يحتاج إلى محاولة تتبعها المحاولة وإنجاز يتبعه إنجاز وعمل يتبعه حصاد.

يخوض الرئيس محمود عباس "أبو مازن" حرباً ضروس ضد كل متواطئ مع الاحتلال وكل متخاذل عن نصرة شعبنا الفلسطيني المنكوب، وقد أعلن الرئيس محمود عباس في خطابه الأخير بالأمم المتحدة عن بدء حربه، وكانت مشاركته في جنازة بيريس أول صفعة سياسية لنتنياهو، واستجلاب اعتراف اليونسكو بأن الأقصى تراثاً إسلامياً خالصاً أول غنيمة ينالها من هذه الحرب، ولكن إلى متى سيطول نَفَس المحارب الفلسطيني محمود عباس؟!.
إلى متى سيطول نفس المحارب عباس والجبهة الداخلية الفتحاوية مفككة؟ أو في ظل انقلاب حماس وتفردها بقطاع غزة الحبيب؟ أو في ظل المؤامرات الشيطانية التي تحيط به من كل حدبٍ وصوب سواء كانت محلياً أو عربياً أو دولياً؟ إلى متى سيطول نفسه في ظل الفساد المُستشري الذي يهدد المشروع الوطني برمته؟.
سيدي الرئيس أتفق وأختلف معك.. إن سياسة "السرية" التي تتبعها في حربك قد تكون مفهومة من منطلق "مفاجأة العدو"، ولكن هذه السياسة لن تعطي النتائج المرجوة والفعالة في ظل عوامل الضعف الداخلية التي سبق وذكرناها. وقد أخطأ في تسميتها "السرية" فربما قد تكون فجوة تواصل بين الرئيس والمرؤوسين، وجنازة بيريس خير مثال، فلو لم يكن هناك فجوة تواصل عميقة لكان هناك استعداد أقوى لمواجهة غضب الشارع الفلسطيني المفهوم، ولما كان هناك تخبط إعلامي واضح لدى القيادة الفلسطينية، ولكانت الماكينة الإعلامية متحضرة لتوعية الرأي العام وتعبئته لمساندة الرئيس في حربه الدبلوماسية. ومن هنا فلا بد من إشراك كافة المستويات التمثيلية (خصوصاً الشبابية و النسوية منها ) في عملية محاربة عوامل الضعف التي تعتري المشروع الوطني الفلسطيني إلى جانب المشاركة في صنع القرار و مساندة الرئيس في هذه الحرب الضروس.
يقول جورج برنارد شو "أولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم .. لا يستطيعون تغيير أي شيء" وعليه فإن أدوات نضالية متجددة ومتغيرة بحسب كل مرحلة أمرٌ في غاية الضرورة والحيوية، بل ويجب أن يكون هناك دعوات أكاديمية وشبابية وسياسية يتبعها آليات تنفيذية تعمل على ابتكار أدوات نضالية جديدة.
البعض يراهنون على انكسار الرئيس عباس وسقوط مشروعه الوطني الفلسطيني، فدعنا يا سيدي الرئيس نحارب معاً ولا تقف وحدك في ساحة المواجهة.. كن أنت الشرعية وأنت الصوت .. ودعنا نكون نحن الماكينة ونحن النَفَس التي تقويك وتجعلك صلباً صنديداً، فالوطن يستحق منا الكثير لننتصر به.

فادي قدري أبو بكر
كاتب وباحث فلسطيني
fadiabubaker@hotmail.com