لا تفرحوا كثيرا بحرائق اسرائيل .
نقرا ونسمع الكثير من التعليقات عبر المواقع الالكترونية بجمل " الله يحرق اسرائيل " ، " الانتقام الرباني " ، " نار الله الموقدة تشعل اسرائيل " ، " بسبب خفض الآذان احترقت اسرائيل " ، " عقوبة الله القادمة " ، " جهنم جاءت " . والتي تعبر عن الفرح العارم للفلسطينيين تجاه الحرائق في فلسطين المحتلة نتيجة هبوب الرياح الجافة التي هبت على البلاد ووجود الغابات والحدائق وكثرة الاشجار والتي كان نتاجها ابتلاع الاشجار والمساكن والسيارات والحافلات .
ولكن هذا الفرح سرعان ما سينقلب حزنا وجلمود عذاب على الفلسطينيين ، فجميع التعليقات الفيسبوكية والهاشتاغات والتي عبرت عن الفرح العارم والحقد الدفين لإسرائيل وحب الانتقام ، كلها مراقبة من المخابرات والاستخبارات الاسرائيلية والعملاء العرب . وتلك التعليقات وشماتة العرب سوف تستغلها اسرائيل لصالحها بأنهم اعداء للبشرية والإنسانية وللشجر والحجر والبيئة والطبيعة .
فسوف تكون رواية الحرائق رواية ايجابية سوف يستثمرها الكيان من اجل كسب الرأي العام العالمي بأنا الفلسطينيين ارهابيون ضد البيئة . وبالذات عندما علموا بهشاشة منظومة الدفاع المدني والتي من شأنها لم تستطع اخماد تلك الحرائق . وبالذات بعد ما قال رئيس اسرائيل نتنياهو " ان هناك دلائل على حرائق متعمدة حسب ما ذكر موقع تايمز اف اسرائيل وان الذي افتعل هذه الحرائق هم من المخربين الفلسطينيين ".
وأيضا ذكر وزير الامن الداخلي جلعاد اردان ان النيران متعمدة من قبل المقاومة الفلسطينية والذي بصددها نشرت قوات الشرطة وحرس الحدود حول مناطق السكنية في اسرائيل . وأوعز للشرطة الاسرائيلية للتوصل الى المخربين على خلفية الحرائق ، واعتقال كل شخص يؤيد ويشجع تلك الحرائق ويفرح لها وان مصيره الاعتقال .
وقالت وزيرة القضاء الاسرائيلي " ايلات شكيد " ان عقوبة كل من يقوم بإشعال الحرائق في اسرائيل ستصل الى السجن الفعلي لمدة 20 عاما .
نحن العرب نفرح بانتصارات والتي لا فائدة منها ، ونحن نعلم حتى الآن لم يسجل ارواح من قبل الاسرائيليين فلماذا الفرح ، وان الكثير من المناطق الاسرائيلية هم من العرب مثل مناطق حيفا . لا تفرحوا كثيرا لو كان انتقام رباني فالله لا ينتقم من الشجر والحجر . لو اراد الانتقام لانتقم منهم عندما مات أبناء غزة وأبناء الضفة .
لا تفرحوا هذا انتصار آخر لإسرائيل ومجدي لهم وليس نصر مجاني مثل ما يقول البعض بل تخطيط لاستثمار اراضي اخرى للاستيطان . فالعقلية الصهيونية عقلية التخطيط المدبر والتآمر وهم سرطان انساني صعب أي عقل عربي ان يتصوره ويتفهم تفكيرهم .
اما نحن العرب نفرح ولا نعرف لماذا نفرح ولماذا حدثت تلك الحرائق وما الوراء من وجودها . فالعقل والحكمة يجب ان تكون ميزان لعقول العرب ليتسابق مع تفكير الصهيونية .