5000 عيساوي!!!!

بقلم: 

 

لا يختلف شخصان بالغان راشدان على الأسطورة النضالية التي يشكلها الأسير سامر العيساوي؛ صاحب أطول أضراب مفتوح عن الطعام في العالم.

ولا ينكر أحد دوره في تصعيد حالة التضامن مع الأسرى، وإحياء الروح في الرأي العالمي والمحلي، في حلقة أخرى لمسيرة الأسرى من أجل الحرية.

ولكن مهلاَ!

ماذا عن أيمن شراونه، وحسن الصفدي، والسيسي، والقائمة تطول وتطول من مجموع الأسرى المرضى، والقدامى العمداء والأسيرات والأطفال المختطفين من أحضان أمهاتهم.

ألوف الأسرى منهم من تجاوز الثلاثين عاماً في الأسر، ولم تتكرم وسائلنا الإعلامية الموقرة بذكر اسم أحدهم على هامش الأخبار، فلا مئات المواقع الإعلامية الإلكترونية، ولا الصحف الثلاث الكبرى، ولا تلك الوسائل الحزبية، والمجلات والفضائيات والإذاعات التي كلما حاولت أن أحصيها خرجت أسماء جديدة تغير الإحصائية السابقة.

على الرغم من كل هذا العدد الضخم بقي ملف الأسرى يُعرض بخجل إلا من رحم ربي منها ممن يتابع الملف إسقاطا لواجب، لا استنادا إلى استراتيجية عامة لدى الجميع.

البعض ينشر انتهاكات إدارة السجون بحق الأسرى بشكل ثانوي، أو في أخبار ما "بعد الفاصل"، في الوقت الذي ينشر خبر تعيين وزير، أو زيارة رئيس وزراء فلسطيني لنظيره الأجنبي في المقدمة، فما هي المساحة المخصصة لثابت من أهم ثوابت الشعب الفلسطيني –قضية الأسرى-؟!

وما يثير الألم أن تكون تغطيات ملف الأسرى موسمية تستند على ردود الفعل، ومتابعة صفقات الإفراج “المندرجة تحت حسن نية الاحتلال" وانتظار التحرك من الأسرى أنفسهم، فيما يُزعم بأنه مهنية وحياد لا يتعين على وسائل الإعلام أن تكون عليه طالما الهم الوطني مستمر غير مستقر.

لم نسمع بمنهجية ثابتة للقصص الصحفية التي تحكي عن الأسرى أو المفرج عنهم إلا ما ندر لتجسيد تجاربهم، مثل فخري البرغوثي، ونائل البرغوثي، وأبو السكر، ممن دخلوا السجون شباناً وخرجوا منها شياباً، فالأسير لا يتابعه أحد بعد خروجه من المعتقل فيخبرنا عن حياته اليومية التي تبقت له، وما يحتاجه، وما توفره لهم حكومتينا "، ولا يتحدث أحد عما بقي من أحلامه، وما قتل منها على يد الاحتلال باعتقاله.

ولا أجد برنامجاً أسبوعياً على فضائياتنا وإذاعاتنا كافياً لتغطية قضية جوهرية تهم كل مواطن فلسطيني مثل قضية الأسرى.

والسؤال هنا؛ هل يجب أن يكون 5000 أسير وقود الإشعال والضخ الإعلامي لقضيتهم؟ هل يجب أن يصبحوا –جميعهم- نسخاً مكررة عن "العيساوي" حتى يبقى حراكنا الإعلامي لأجلهم فاعلا؟ ربما يمتلك أحد الإجابة.....

المصدر: 
زمن برس