جرائم واستعادة التوازن

بقلم: 

عندما تفاجئك طفلة في السادسة من عمرها بالسؤال: كم شهيد سقط اليوم؟، فعليك ان تعلم يقينا بتبدل المسارات وتغير الاجندات، فطفل في السادسة من عمره ينشغل عادة بسؤاله عن العابه وهداياه وحلويات دكانه، ولكن في حالتنا نستشعر ان الاحتلال يدمينا ويدمي اطفالنا بالدماء.

صواريخ  وقذائف الاحتلال ذبحت ما يزيد عن 400 طفلا وطفلة في غزة ، لكنه أدمى ايضا قلوب ( 400) ام واب والاف الاشقاء والشقيقات، وعشرات الالاف من الاصدقاء من اطفال الجيران والاقارب،  فلا عجب حينما تشير بعض المؤسسات الحقوقية الدولية الى معاناة ما يزيد عن 400 الف طفل فلسطيني في غزة من تداعيات الصدمة وما بعد الصدمة جراء الحرب التي يعيشها شعبنا في غزة المحاصرة.
تداعيات الحرب الوحشية على غزة لن تتوقف عند تخوم القطاع كما تفعل طائرات ودبابات وجنود الاحتلال، بل قد تكون نتائجها السلبية على اطفالنا واسعة وعريضة اذا لم يتم المباشرة بزيادة درجات التدخل العلاجي (النفسي والاجتماعي والصحي) لاعادة الاتزان الصحي والنفسي لاطفالنا ولاهاليهم بما يفرغ كل ما علق بنفوسهم من صور ومشاهد مؤلمة ومدمرة في هذه الحرب الوحشية التي يتوقع انعكاسها بشكك كبير على نومهم واحلامهم وممارساتهم  وسلوكهم اليومي.
تجاهل المخاطر لا يعني انها غير موجوده، ما يستدعي المبادرة العاجلة لوضع سياسات وخطط رسمية واهلية وشعبية وعائلية  وتفعيل دور المرشدين والمختصين في هذا المجال، لمعالجة اثار الحرب المتواصلة والسعي للسيطرة عليها لان عكس ذلك سينعكس مستقبلا على المجتمع بكافة شرائحه، من خلال  في تبني خطة وطنية شاملة لمعالجة تداعيات ما بعد الحرب وما ينتج عنها من كوارث انسانية واقتصادية ونفسية .
ورغم المساعي الواضحة للحديث عن الانتصارات في مواجهة احتلال مازال قائما ، امر مهم لرفع المعنويات واستعادة الثقة بالنفس والقدرات والخيارات، لكن الحديث عن النصر والانتصار لا يجب ان ينسينا ما الم بنا من الم وجراح يجب التكامل في معالجتها على كافة الصعود انطلاقا من حقيقة اننا كشعب تحت الاحتلال نسعى بالاساس للخلاص من الاحتلال وسيطرته وتحكمه في  مفاصل حياتنا نحو الحرية والاستقلال، ولا يجب الانزلاق الى المربعات التي تخططها  اجهزة الاحتلال لابقاءنا في دائرة العنف والعنف المضاد وتوريثه من جيل لاخر لانها بذلك تبرر وتشرع قتلنا وتدمير مستقبلنا كلما استطاعت لذلك سبيلا.