حُسم الامر وسيضرب قطاع غزة

بقلم: 

في اطار مشروع مصر وهو القضاء على تنظيم الاخوان المسلمين نهائياً يجب القضاء على حركة حماس باعتبارها أحد أذرع هذا التنظيم، هذا ما يقتنع به القادة المصريون، وان امكانية ضرب مصر لغزة ليس واردة فقط بل مؤكدة، وفي هذا المقال سوف نشرح بالتفصيل المبررات التي تجعلنا نؤمن بأن ضرب غزة قادم وقريب.

بعد القضاء على تنظيم الاخوان المسلمين في مصر لا بد من اكمال العملية على أكمل وجه، وذلك من خلال ضرب امتدادات الاخوان خارجياً، وعملت مصر على تحقيق هذا الهدف في المجال الخارجي مثل حرب سياسية مع تركيا ومع قطر وهما دولتان تدعمان الاخوان بشكل أساسي، وحرب عسكرية في ليبيا ضد مشروع الاخوان، والاطار الخارجي المتبقي للإخوان هو حركة حماس في غزة، ومصر قامت بفرض الحصار على حركة حماس بوصفها أحد أذرع الاخوان المسلمين.

منذ 30 يونيو ومصر تقوم بكل عمل يمكن ان تفعله ضد حماس، مثل منع قياداتها من السفر وفرض الحصار عليهم، وتدمير الانفاق وعمل منطقة عازلة، والعداء المصري لحماس واضح ولا يحتاج لمن يبحث عنه ليكتشفه، وقامت مصر بكل أعمالها ضد حركة حماس من خلال غطاء إعلامي يبرر لهم أعمالهم ويضفي عليها مشروعية، ولكن ان يتوقع أحد بضرب غزة عسكريا ما زالت هذه الفكرة غريبة ومستبعدة لدى الكثير وخاصة المصرين، ولكن كل الاحداث التي تسارعت منذ اسقاط حكم الاخوان تعطي دلالات بان هناك مخطط ما تسعى الية مصر.

احداث سيناء الدموية لا يمكن اطلاق وصف على هذه الاحداث انها مجرد خطة لتبرير ضرب غزة ولكن لنكون واقعيين، هي احداث تقوم بها جماعات ارهابية وعلى الارجح أنها تتلقى التمويل والتعليمات من قطر وتركيا وهما الدول الداعمة للإخوان، ومن الطبيعي ان يكون رد مصر موجه ضد الاخوان وبما ان الاخوان في مصر تم القضاء عليهم طبيعي ايضا ان ترد مصر على أذرع الاخوان الخارجية وهي حركة حماس والاقرب الى مسرح الاحداث، لذلك بعد كل تفجير او قتل للجنود في سيناء نجد الاتهامات المصرية لحركة حماس بهذه العمليات رغم ان مصر تعلم جيدا ان حركة حماس ليس لها علاقة بالتفجيرات، ولكن تتم هذه الاتهامات لتجهيز الراي العام المصري لتقبل امكانية ضرب قطاع غزة.

ولكن قد يسال احد لماذا مصر تريد ضرب غزة رغم انها تعلم عدم علاقة حركة حماس بالتفجيرات بسيناء، الاجابة هي ان مصر تؤمن جيدا ان سبب هذه التفجيرات هم الاخوان المسلمين وخاصة من يدعمهم قطر وتركيا، ومن الطبيعي ان يكون الرد المصري على هذه التفجيرات موجه ضد الاخوان، ولكن اين هل في قطر او تركيا، لا طبعا هناك حقل مجاور للإخوان وهو حركة حماس ويمكن الرد علية، لردع التنظيم من تنفيذ اي عمليات اخرى ضد مصر وجيشها.

ضرب مصر لغزة لن يكون حرب مفتوحة كما يتوقع البعض، ولكن ضرب مصر سيكون حاجة ضرورية بعد كل عمل ارهابي تقوم به جماعة الاخوان المسلمين ضد مصر، وسيبقى ضرب غزة ورقة رابحة في يد الجيش المصري لردع تنظيم الاخوان المسلمين والممثل في الدول الداعمة له قطر وتركيا، وستكون هذه الورقة هي الورقة المضادة لورقة قطر وتركيا وهي تنظيم داعش، اذا سيكون ضرب غزة عنصر ردع وليس للقضاء نهائيا على حركة حماس.

ان ضرب الطيران المصري في ليبيا بعد عملية ذبح 21 مصري هي الدليل المؤكد على قرب ضرب غزة، لان مصر اتبعت سياسة الضربات الخارجية بدلا من التحصين من الداخل، وهي ردع تنظيم الاخوان في كل الاماكن بدلاً من الاكتفاء بالتحصين الداخلي، لذلك فان ضرب غزة سيكون ضحية هذه السياسة الجديدة التي اتبعتها مصر، غير ان ضرب ليبيا هو خطوة تعطي تبرير وذريعة لإمكانية ضرب غزة.

ان اي عملية خارجية لا بد ان يتوفر فيها قبول عالمي او على الاقل عدم الرفض، لقد مرت عملية ضرب ليبيا دون اي رفض عالمي او عربي بل على العكس كان هناك تأييد لهذه العملية وخاصة انها جاءت رداً على ذبح المصريين، وان ضرب غزة مثلها تماما يحتاج الى تبرير عالمي وعربي ومصري، وان عملية ليبيا شكلت سابقة يمكن الاعتماد عليها لتبرير ضرب غزة، وبالتأكيد عملية ضرب غزة سوف تمر مثلما مرت عملية ضرب ليبيا دون اي اعتراضات او مواقف رافضة.

ان التجهيز الاعلامي المصري لضرب غزة  ليس عبث، والاعلام في مصر يتلقى تعليماته من القيادة، كما حصل تجهيز اعلامي للقضاء على حكم الاخوان، وكما حصل تجهيز اعلامي لضرب ليبيا، فان التجهيز الاعلامي لضرب غزة لا بد ان يتوج بعملية ضرب غزة، فكلها سيناريوهات مشابهة، فان اي تجهيز اعلامي لأي حادثة يتبعه التنفيذ من قبل مصر، وسيتبع التحريض الاعلامي لضرب غزة بعملية لتنفيذ هذا التحريض.

السيناريو المتوقع
ان عملية ضرب ليبيا لن تتركها داعش والدول الممولة لها قطر وتركيا تمر دون رد على مصر، وسيكون الرد كما هو متوقع عملية دامية في سيناء ضد الجيش المصري، وهذه العملية ستكون هي المبرر العملي الذي يتزامن مع التحريض الاعلامي لضرب غزة، وسيتبع العملية المتوقعة في سيناء اتهام مصري رسمي واعلامي لحماس بهذه العملية، ويتبع ذلك طلب من الرئيس السيسي للجماهير بالتفويض لضرب غزة، وسيقوم الاعلام المصري بتحريض الجماهير للخروج في الساحات للمطالبة بضرب غزة، وبعد خروج الملايين سوف يقرر الرئيس السيسي بتوجيه ضربات عسكرية لغزة لردع حركة حماس عن تنفيذ اي عملية في سيناء، ولكن في الاصل ضرب غزة سيكون لهدفين الاول هو ضرب مرتكزات الاخوان المسلمين والقضاء عليها، والثاني توجيه ردع للدول الداعمة للإخوان (قطر وتركيا) مفاده ان يد مصر  ستطال كل امتداد لكم في اي بقعة في العالم.

أتمنى على حماس تدارك الوضع الذي ستؤول الية الاحداث، والتصالح مع مصر تصالح كامل، واعطاء الحكم في غزة للسلطة بشكل كامل لتفادي اي ضربه مصرية مقبلة.