حملت هزيمتنا على عاتقك يا فضل

بقلم: 

حملت وزر تخاذلنا ، ابت هذه الارض ان تستثنيك من ضريبة باهظة لا تنتهي، اجل اديتها في البدء و النصف والآخرة

لن نخفف عنك فنحن اعجز من ان نفعل لاننا سنعود الى تفاصيلنا و سيبقى سرير ولدك فارغا في الليل لن يفطر معك و لن تنتظره مساءا و لن يزاول المدرسة هذه السنه لن تراه في مقاعد الجامعه التي عملت بها سنوات وانت تنتظر ابناءك يدخلونها لن تراه عاشقا ولا عريسا

هي رصاصة واحدة حصيلة تطور الانسانية و حضارتها اخذت منك كل شيء في اقل من ثانية
كم هي قاسية هذه الحضارة التي تصنع الموت و الحزن و الفاجعة يوميا

لا تنتظره يا فضل فهو في قلبك الان
اما سمر فقصة اخرى

حين تراها لا يسعك اللا ان تشاهد مجاهدة في الحياة بليال مناوبات طويلة قضتها في غرف العمليات لتحقق حلمها في مستقبل ابنائها

حين تراها الان تعجز عن النطق بحرف واحد فالموقف اكبر منك و من الكون كله

فلا احد قادر بهذه اللحظات ان يستجلب شريط حياة هذا الشاب منذ شعرت به في احشائها و لغاية اللحظة التي ابت فيها اللا ان ترافقه في غرفة العمليات في لحظاته الاخيرة

اثمن الوطن هذا فما هو الوطن اذن اهو الارض ام ابنائها

الوطن يلتهم ابناءه حرقا و و رصاصا و فقرا و بؤسا

شوارع المخيم اهترأت من جنازات الشهداء

تبدو وانت تسير فيها انها تحفظ هذه المسيرة عن ظهر قلب

ترى اطفالا يملأون الذاكرة بما يتطلب لينطلقوا الى شارع الشهادة القابع فوق منازلهم بمجرد ان يشتد عودهم و يملكون اقداما قادرة على الجري بين الرصاص

عيون الامهات التي تحاول ان تهرع بعيدا من الواقع بان ابنا لها قد يكون محمولا على الاكتف في اي وقت قريب او بعيد ، يحضرني مقولتين انهن ينجبن مشاريع شهداء وان ابناءههن يحملون اكفانهم بايديهم