إرادة الشباب تحاصر أحلام نتنياهو واليمين في إسرائيل

بقلم: 

لم يعى رئيس حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل نتنياهو أن مخططاته التى ساقها لتغير الوقائع على الارض الفلسطينية  لسنوات طويلة من قتل واعتقال وحرق وتنكيل وبناء الحواجز والجدران وفصل المدن والقرى وسرقة مزيد من الاراضى واقامة مشاريع إستيطانية وكيانات إرهابية وإستقدام مرتزقة من الخارج ,وفرض التضيق على سكان القدس وتهجيرهم وتهويدها ومحاولة تقسيمها زمانياً ومكانياً ستكون لعنة ونقمة عليه وعلى المجتمع الاسرائيلى برمته في يوم من الايام, فهى نار غذى بها المجتمع الاسرائيلى برمته عبىء خلالها مجتمعه لاقامة إسرائيل اليهودية على تراب وأنقاض أصحاب وحقوق الارض المسلوبة.

عمد نتنياهو على تقويض فرص وأحلام الفلسطينين في إقامة دولة فلسطينية وعاصمته القدس, ولم يعى الدرس جيداً فتقديرات نتنياهو وأجهزته العسكرية أخطأت ككل مرة في أن الفلسطينين أنهكو وأنهم في حالة من الوهن والقسمة والاختلاف, وضياع قراراهم الوطنى المستقل  في العواصم العربية والدولية  قد تمكنه من المساس بالارض و المقدسات واستمرار احتلاله وإستيطانه.

أخطأ نتنياهو في سكب الزيت على النار ولم يفهم رسالة الفلسطينين في الامم المتحدة , وفشل مجدداً في قراءة إرادة أصحاب الارض والحق.

إن ما يجرى من تصاعد لوتيرة الاحداث هو خارج أطار العمل المنظم والبنية التحتية التى تدعى إسرائيل رصده, فهؤلاء الشبان أتو من خارج قواعد اللعبة والحسابات الامنية التى قدرتها اسرائيل وأجهزتها الامنية, مضى شهر على إنطلاق الأحداث الجماهيرية من أزقة وشوارع القدس وزحفها إلى باقى المدن والمحافظات الفلسطينية و إنتقالها الى داخل أراضى عام 48, بدأت تاخذ منحى جديد لم تأخذ في الحسبان لدى حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل وأجهزتها  الامنية والعسكرية,والتى بدأو يدفعون ثمن ممارساتهم وحالة التعبئة العنصرية الإرهابية  التى حاولوا  ترسيخها في أذهان  وعقيدة الإسرائيليين وقطاعان  المستوطنين الارهابية  بإتجاه الصراع الدينى

أن تصاعد الاحداث جعلت نتنياهو يعض يده نتيجة حرب  صنعها, فأجهزته الامنية لم تعد تستطيع أن تتعرف وتفرق بين من هو مواطن إسرائيلى ومن هو من سكان البلد الاصليين من الفلسطينى في نقاط الاشتباك, وبدءت الأحداث تأكل مجتمعه من الداخل وأصبحنا نسمع عن سقوط القتلى بنيران صديقة لاختلاف وطبيعة تركيبة المجتمع الإسرائيلى وتعدد أعراقهم والوانهم ومشاربهم والمرتزقة الذين يتم جلبها وفق وعودهم الكاذبة لارض الهيكل.

إن ما نشرته صحيفة معاريف الاسرائلية مؤخراً حول الحالة النفسية في المجتمع الاسرائيلى تشير إلى الزاوية التى أخذتهم إليها سياسة الحكومة الاسرائيلى ( إقتباس معاريف ) أن نسبة الإسرائيليين الذين ترددو وتلقو علاج وتدخلات نفسية في عيادات الصحة النفسية سجل ارتفاعاً كبير جداً وصلت نسبة 100% خلال الأيام الأخيرة، على خلفية زيادة العمليات الفلسطينية وتوتر الأوضاع الأمنية في الأراضي المحتلة, وأن مراجعي هذه العيادات يقدمون شكاوى بخصوص شعورهم بالخوف والقلق، وإخفاقهم في وقف سلسلة العمليات الأخيرة, مسؤولة إحدى العيادات النفسية  قالت  وصلنا إلى مرحلة تقترب من حالة الانهيار النفسي للإسرائيليين، لقد استنفدنا كل طواقمنا العاملة، وبدأنا نعمل لتهدئة المواطنين كما لو كنا في حالة حرب حقيقية , ( إنتهى الاقتباس), فحالة الشارع الاسرائيلى بمكوناته من جنود ومستوطنين وفئات أخرى دخلت في حالة هيستيريا يصعب على الجهات المعنية في إسرائيل مواجهتها حتى اللحظة حسب الصحيفة, حيث تم تسجل مزيد من القتلى والخسائر البشرية ( بنيران صديقة )  في المدن الاسرائلية مما يجعل حكومة اليمين تفكر ألف مرة لاستقطاب دفعة اليهود الجديدة  مع بداية العام المقبل.

إضافة إلى  ذلك ساهم الحراك الشعبى  بكبح ولجم جرائم قطعان عصابات ما يسمى ( تدفيع الثمن) الارهابية التى كانت تصول وتجول في قرى ومدن الضفة والقدس ولم نعد نسمع عنها, إلا إذا كانت مدججة بعشرات الاليات والجنود وبحماية استخبارتية وتواطىء تشارك به اجهزة اسرائيل العسكرية, ولطالما نادى العديد لتركيز الاضواء على دور القوى  واللجان الشعبية والحماية في قرى المعصرة وبلعين ونعلين وبورين  والنبى صالح وغيرها من المدن والقرى التى قدمت نماذج إشتباك سلمى شعبوى ناجح مهد الطريق لانطلاق تلك الهبة أو الانتفاضة أو الحراك سموها  ما شئتم إن أردتم.

ومن الواضح أن الفلسطيني نجحو لاول مرة في أن يحملو الاحتلال جزء كبير من تكلفة إحتلاله للاراضى الفلسطينية خلال فترة قصيرة ,وهو تحدي ينذر بشل الحياة  في اسرائيل بشكل عام, مع إتساع وتطور الحالة الجماهيرية على الأرض, فذلك يدلل علي زيف رواية  الاحتلال الهش وصواب رؤية الشباب في تحطيمها بحراكهم الجماهيرى المستمر ومحاصرة مخططاتهم, حتى يفهم الاسرائلين ان أصحاب الارض قررو تقرير المصير..

ملاحظة:  زيادة الدعوات للمحافظة على شعبية الحراك وضرورة إسناده تزداد كمطلب جماهيرى عريض, ويتحتم على المتسرعين إفساح المجال امام الشباب  والجماهير أن يقررو الكيفية والادوات المناسبة, كما يجب الكف عن إقحام البعض لفرض صبغته علي ما يحدث, والحذر من أي توجه لعسكرتها والذى سينذر بعودة الكثير من الجماهير إلى منازلهم.