فلسطيني ومتضامن مع باريس .

بقلم: 

إجتاحت وسائل التواصل الإجتماعي تعليقات تعبر عن التضامن مع فرنسا وشعبها كردة فعل طبيعية إنسانية تجاه الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها باريس،  وبالمقابل وكما هو معتاد  قام البعض بالتعليق على من تضامن مع فرنسا وباريس الجميلة ضد الإرهاب.
ما تعرضت له باريس هو إرهاب حقيقي ووحشية غير مسبوقة حيث قام مجموعة من المجرمين بممارسة القتل بلا رحمة وبلا تردد في تعبير جديد عن وحشية ما يسمى بتنظيم داعش البعيد عن تعاليم الإسلام حيث أوصى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المجاهدين في الغزاوت بعدم قلع الشجر فكيف بمن يقتل عشوائيا" وبدون تمييز .
لا يمكن أن أقبل إلا أن أكون مع الشعب الفرنسي الصديق الذي تعرض الى إرهاب ملعون  ..وحتما" أنا ضد الإرهاب الوحشي للعصابة المسماة داعش .
التعاطف مع فرنسا وباريس يأتي في سياق طبيعي وتعبيرا" عن الرفض للقتل ولكن وللأسف لاحظت بعض التعليقات التي تناولت الموضوع من زوايا أخرى يقتضي منا مراجعتها وتناولها معا".
حتما" من هو ضد الإرهاب في فرنسا سيكون ضد الإرهاب في لبنان وبالتالي ضد الإعتداء الآثم على المدنيين في برج البراجنة..وهذا طبيعي ولا حاجة منا للتأكيد عليه وبغض النظر عن أي مبرر للإرهابيين ممن نفذوا الإعتداء في لبنان فهذا التصرف والعمل مرفوض ومدان وغير مقبول فلا يجوز إستهداف المواطنين بناء" على الطائفة والهوية وغيره من تصنيفات .
وحتى تكون الصورة واضحة فإن التعاطف مع فرنسا برفع العلم الفرنسي لا يمس بأي إنتماء للقضية الوطنية فأنا من المؤمنين بأنه من الواجب علينا ان نكون أكثر حساسية من غيرنا للظلم وللقتل وللإرهاب فقضيتنا الإخلاقية والإنسانية ورغبتنا للعيش بكرامة وسلام وحرية  تقتضي منا الوقوف مع الكرامة والسلام والحرية وهذا فقط نابع من ضرورة الإيمان بأن إنسانيتنا هي وسيلتنا للتعبير عن حقنا ولخلق التعاطف الدولي الداعم لنا.
كيف لا نتضامن مع فرنسا ونحن نتوقع من الشعب الفرنسي أن يتضامن معنا ؟؟؟؟؟
كيف لا نقف ضد القتل والإرهاب ونحن نريد من العالم ان يقف معنا في مواجهة القتل والإرهاب ؟؟؟؟؟؟

أدعو للتفكر في ذلك !!!!
ولاحظت كذلك وللأسف في بعض التعليقات تشدد ورؤية ناقصة للأمور  فكيف لنا أن نجد أي مبرر للقتل بهذه الطريقة البشعة ؟!!!
لا أدري ماذا حدث للعقل وللإنتماء !!!
لماذا تسيطر علينا عقلية المزاودة التي لا تقدم شيء أبدا" لشعبنا ولقضيتنا !!!!
بعقل أقول بأننا ضد القتل والإرهاب وأي معاناة نعيشها كشعب لا تعني لي  سوى المزيد من التعاطف الإنساني مع كل الضحايا في العالم ...في باريس وبرج البراجنة وكذلك في سومطرة ( اليمن) التي تعرضت الى عاصفة أدت الى دمار للجزيرة ..يجب أن نحافظ على إنسانيتنا بعيدا" عن منطق الدمار والتدمير والكراهية والحقد .
ويجب أن نعبر عن تعاطفنا مع كل مظلوم وضد كل ظلم وإرهاب وهذا هو الموقف الطبيعي لشعب محتل مظلوم .
بإنتماء أقول بأن فلسطين في بعدها الأهم قضية إنسان محتل وهذا يقتضي منا أن نمتلك الحس الإنساني في تعاطينا مع وقائع الحياة مما يفرض علينا الفاعلية مع الأخرين في قضاياهم  وهذا حتما" سيؤدي الى فاعلية الأخرين معنا  وحتما" هذا سيؤدي الى فهم أكبر لقضيتنا ولحقوقنا بالحياة الإنسانية الكريمة البعيدة عن الإحتلال والقتل والظلم .
لا يجب أن تكون فلسطين وقضيتها مدخلا" للتعصب والتشدد والكراهية بل على العكس فلسطين وقضيتها مقياس إنسانية الموقف ومقياس إنسانية صاحب الموقف لأن الوقوف مع فلسطين هو وقوف الى جانب الإنسان وهو حق فما يريده الشعب الفلسطيني هو السلام والحرية والعيش بكرامة على أرضهم وفي دولتهم .
أنا فلسطيني ومتضامن مع فرنسا ولا عيب في هذا ولا ضرر .
أنا فلسطيني وأحب فرنسا ولا عيب في هذا ولا ضرر .