اسرائيل افلست!..حماس وفتح من ذات الفقاسة

بقلم: 

لا يسعنا التنازع على مسمى ما يحدث على الساحة الفلسطينية بعد اليوم، فعلى الرغم من أن الهبة الشعبية مسمى مرفوض وقد يخالفني البعض في قولي هذا، ويزعم أنه تقليل ويهاجم، ليعتبره أخر حالة شعبية تعكس وعي الافراد في الدفاع عن الوطن، ألا أن السياق الحالي يقول أن من الغباء التركيز على المسمى.
الأهم من المسمى أن عدد الشهداء ارتفع  إلى 97 شهيداً منذ بداية الأحداث، يقابلها 97 أم فلسطينية تتوجع بصبر، مرددة "فداء للوطن ذهب فلذة كبدي"، لتعد بالتضحية أكثر، المشاهد لقولها هذا قد يتبادر لذهنه عن القوة التي بداخلها لتقول ذلك، لكن جزء من تفسير  قولها هذا، أننا اعتدنا سماع صوت الموت ولم يعد يهمنا الروح العالقة في اجسانا، ولا يسعنا انكار حالة اليأس الظاهرة في من يقوم  بعمليات الطعن، والتفسير الأخر تجده قابعاً في روحها بكونها لن تبكي وتشمت الاعداء بها بل ستزفه عريساً لعروسه فلسطين.
منذ بداية الأحداث  تناثرت التحليلات لتفسير طبيعة ما يحدث خاصة وأن التوقعات بإخمادها بالقريب العاجل اثبتت فشلها، فأحدى التحليلات تقول أنها ردة فعل نتيجة انسداد الأفق السياسي بكونها هبة غير  واضحة الملامح وأخر عن كونها حالة شعبية بعيدة عن الفصائل ويتحمور التحليل الأخير عن كون الشعب امتهن اسلوب جديد وباشر في استخدامه على ارض الواقع وربما يفسر بالحراك الشعبي ضد اسرائييل نتيجة تركمات حدثت.
عملياً التنازع على المسمى غير مجدي فهل التفصيل والتعمق غير مباح أيضاً؟، لكن  المستفيد الأول من ما يحدث بعيداً عن المسمى سواء "أعمال فردية أو  هبة أو انتفاضة" هو اسرائيل فنسبة الشهداء من جانبنا مقابل الاسرائيليين كبيرة جداً، لايقع الذنب على عاتق الشهداء فهم من رحلوا ونحن عراة نشاهد دون تحرك، عراة من التجرأ على الفعل هذا، والطرف العاري والأخر المشاهد ليسوا  جبناء ربما يحارب كلاهما بطرق أخرى، لكن غيرهم اختارو اسمى الطرق التضحية بروح ذاك الجسد.
ليس الأمر أننا هزمنا بل  أن ما يحدث سيخدم القضية بما سيقدم كحلول لاحقاً فهناك قوة على الأرض حالياً، لكننا بحاجة  لنوع من التكتيك العسكري أو ربما الذكاء في الفعل لنجني الثمار  لأبد للأفراد أن يكونوا اذكياء شأن  عملية بئر السبع من خلال تنظيم من الافراد انفسهم باتفاق وجبهات تخطط وتمكر بذكاء، لم أقل تنظيم حزبي يحتضن ما يحدث فربما عدم وجوده الاحزاب هو حالة ضرورية لنرى إلى أين سيذهب بنا المطاف.
السياق الجديد حالياً يطرح التالي: ما ورد في خطاب الرئيس قبل الهبة  وعدم ادانته لما يحدث  اضافة لعدم منع الأجهزة الأمنية ووجودها لتحمي المواطنين، لاحقاً "تناثر الاشاعات حول تعليمات سيادة الرئيس بنزع اللباس المدني والدفاع بالدبسات عن المواطنين من المستوطنين"، وفي أحدى الحوادث في بيت ايل الأمن الوطني كان متواجد،  كل هذا طرح جنباً لجنب مع حالة اليأس البادية على وجه المواطنين مما "يطبخ" على الساحة السياسية، فيما قد يرجع الأمر نتيجة الفراغ سياسي. لما الفراغ السياسي؟
لا بأس بمن يدعى أن لا فراغ سياسي على الساحة الفلسطينية، فحماس وفتح قاما بالواجب سعياً لحصر السياق السياسي بالتصالح والمصالحة، برغم من أن المصالحة لا أمل فيها  على اختلاف ايدلوجيات الطرفين فكل منهما خائف من ركوب الأخر موجة الحكم وحشره في الزاوية المظلمة.
ضمنياً صراعهم إلى ما لانهاية صراع على امتلاك الفقاسة، الحكم يشابه الفقاسة وحماس وفتح لامتلاك ذات الفقاسة يتحاربون، وصحيح أن لكل حالة لها ظروف معينة اي كل انتفاضة حدثت كانت باشكال مختلفة لكن ما يميز  هذه الحالة عن غيرها أن لا وجود لأي جهة قد تدعي أخذها لمسار معين والباطن أنها تصعد على حساب الشهداء والأسرى وبوجع الأمهات يتحاورون، الآن القائد هو  الفلسطيني وليس شارب الشاي على كرسيه ومصدر الأوامر دون حراك شنبه حتى.
ما يبث لنفسك الراحة أن السيناريوهات تقول أن اسرائيل افلست، وما يدلل على ذلك فيديو  أحمد مناصرة سواء تم تسربيه من اسرائيل أو نشره لاغراض خفية، ضمنياً انقلب عليها وعلى أهدافها من نشره، إسرائيل ذكية إعلامية لا يختلف على ذلك لكنها لم تتوقع استمرار الاحداث برغم سعيها للتهدئة خاصة عندما سمحت بالدخول للمسجد الاقصى والصلاة يوم الجمعة، حاولت مسك الشعب الفلسطيني بذات الكماشة لكن البرغي افلت. في المقابل تشابه حالة اليأس لدى المستوطنين بانتشار فيديوهات تلعن الحكومة الإسرائيلية وتتمنى لو لم نأتي إلى هذه الأرض.
إن قيام اطفالنا بتنفيذ عملية طعن  تشير  للمرحلة الصعبة التي وصلنا لها، فاليأس يأتي من الفراغ السياسي لربما نتيجة ما يحدث من ترشقات اعلامية ما بين فتح او حماس وسنين قضيت في المصالحة دون جدوى، وكون الطرف الفلسطيني منذ سنوات يقدم تنازلات في حين أن الاسرائيلي يدعى أنه يريد حل الصراع وهدفه الاساسي الإبادة، كل ذلك سيبيح للدفاع عن الوطن كل شيء غير مباح.