اتفاق (تركيا_إسرائيل).. هل سينهي حصار غزة؟‎

بقلم: 

ثلاثة شروط حددتها تركيا لإعادة علاقاتها المضطربة منذ عام 2010 مع الاحتلال الإسرائيلي، أهمها رفع الحصار المتواصل لأكثر من ثمانية أعوام عن قطاع غزة، حتى تعود المياه إلى مجاريها بين الطرفين، عقب التوتر الذي ازدادت حدته بعد مجزرة أسطول الحرية "مافي مرمرة" التي أدت إلى مقتل عشرة متضامنين أتراك أبحروا للتضامن مع غزة.

أسئلة عديدة تدور في أذهان المراقبين والسياسيين حول مدى قدرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رفع الحصار عن غزة، وكيفية تعامل تركيا مع القضية الفلسطينية التي كانت تعتبرها الأهم بالنسبة لها،  بعد التوصل لاتفاق مع إسرائيل، وكيف تنظر حركة حماس لهذا الاتفاق؟.

مراقبون وسياسيون أجابوا عن هذه الأسئلة لـ"شمس نيوز"، حيث أكدوا أن تركيا قادرة على رفع الحصار عن قطاع غزة، خصوصاً وأنها متمسكة ومُصرة على الشرط لإعادة العلاقات، مشددين على أن نظرة تركيا بعد التوصل لاتفاق مع إسرائيل لن تتغير تجاه القضية الفلسطينية.

وكشف مصدر رسمي إسرائيلي عن اتفاق عُقد بين إسرائيل وتركيا، يقضي بإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، الأمر الذي فاجأ الجميع وبالأخص حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تعتبر الأتراك وأردوغان آخر حلفائها في المنطقة.

لن تتنازل
المحلل السياسي التركي والمختص بالشأن الفلسطيني، د. أحمد فارول أكد في حديثه لـ"شمس نيوز" أن تركيا لا تزال تصر على رفع الحصار عن غزة، مشدداً على أنها لن تتنازل عن هذا الشرط، "حتى وإن فشل الاتفاق".

ونوه فارول من "أنقرة" إلى أن تركيا الدولة الأولى التي دعمت القضية الفلسطينية خصوصاً في حصار غزة، مضيفاً: حتى أنها كانت الداعم الأول للفلسطينيين ومناصرة قضيتهم في معركتهم مع الاحتلال الإسرائيلي".

وإجابة على تساؤل حول قطع تركيا علاقتها بحركة حماس، التي تعتبر الحليف الاستراتيجي لها، أجاب: أردوغان وضع خالد مشعل في الصورة عندما دعا لزيارته إلى تركيا، وبالتأكيد هذا الأمر لن يؤثر على العلاقة بينهما".

طرد العاروري
وأضاف المحلل فارول: ستبقى تركيا بالرغم من إعادة علاقتها مع إسرائيل داعمة لفلسطين وللمقاومة ولحركة حماس بالأخص".

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قال أمس الثلاثاء، إن : المباحثات بين الجانبين التركي والإسرائيلي ما زالت جارية”، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن أنقرة ما زالت متمسكة بشروطها، التي تتضمن رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، ودفع التعويضات لذوي شهداء مجزرة أسطول الحرية”.

وأضاف أوغلو في سياق خطاب له ألقاه خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية أن ” المباحثات وصلت إلى وضع يمكن وصف بالجيد”، لافتًا إلى أنها تتعلق بإعادة العلاقات بين تل أبيب وأنقرة إلى سابق عهدها وعلى الشكل الذي كانت عليه قبل الاعتداء الإسرائيلي على سفينة الحرية ( آفي مرمرة).

أشد الداعمين
من جهته، يرى القيادي في حركة حماس والكاتب السياسي، د. أحمد يوسف أن هناك أحاديث من فترات طويلة بين تركيا وإسرائيل، وجزء منها لها علاقة برفع الحصار عن قطاع غزة.

وأوضح يوسف في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن تركيا قادرة على رفع الحصار عن القطاع، مبيّناً أنها من أشد الداعمين لقضية فلسطين.
وأكد أن حركته مطمئنة بشكل كبير لتركيا ومواقفها السياسية تجاه القضية الفلسطينية، مرجّحاً في الوقت ذاته عدم توقيع تركيا أي اتفاق مع إسرائيل إلا برفع الحصار عن قطاع غزة.

دولة صديقة
وقال القيادي الحمساوي: هذه دولة صديقة ولن تخذلنا ولن تكون إلا سهما في كنانتنا، من أجل تقديم الدعم والمساعدة للفلسطينيين"، لافتاً إلى أن تركياً أول دولة إسلامية وقّعت على الاعتراف بإسرائيل، منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك، حسب يوسف.

ولم يخف القيادي يوسف مشاعر حركة حماس التي وصفها بـ"غير المريحة"، إذا ما تم التصالح بين إسرائيل وتركيا، نافياً إمكانية أن يضع هذا الاتفاق حركته في حرج أو خيبة أمل.

وقال: نحن نقدّر الأوضاع التي تمر بها تركيا الآن ولن نتدخل في سياساتها ولا في سياسة أي دولة أخرى، لكننا نراقب عن كثب هل ستغير تركيا سياستها تجاه فلسطين، هذا هو السؤال الأهم؟"، بحسب تعبيره.

وكشف مصدر رسمي إسرائيلي عن اتفاق عُقد بين إسرائيل وتركيا، يقضي بإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، الأمر الذي فاجأ الجميع وبالأخص حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تعتبر الأتراك وأردوغان آخر حلفائها في المنطقة.

وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار رفض التعليق على التقارير حول عودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل وتعهد أنقرة بتقييد نشاطات حماس على أراضيها، موضحا أنه "حتى الآن لم تتضح صورة الموضوع وحين يصبح هناك موقف رسمي تركي حول ما يتم تداوله نعلن الموقف المناسب"، لافتاً إلى أن "ما ورد حتى الآن لا مستند له ونقل عن مصادر مجهولة وبالتالي لا يمكن الأخذ به".

وعلق باسم نعيم، القيادي في حماس عبر صفحته بالفيس بوك قائلاً: "بالتأكيد خبر ترميم العلاقة بين تركيا وإسرائيل ليس خبراً سعيداً وخاصة إذا لم تنفذ إسرائيل ما طلب منها وخاصة رفع الحصار عن قطاع غزة".

الجدير ذكره، أن إسرائيل شنت اعتداءً داميا على سفينة "مافي مرمرة"، التي كانت ضمن أسطول مساعدات تركي، عُرف باسم (أسطول الحرية)، كان متوجها إلى غزة في 31 مايو/ أيار 2010، وأسفر عن استشهاد 10 متضامنين أتراك.