مقال ليس للنشر!
لا أدري كيف هرب هذا المقال من درجي، لكنه وصلك، وجنابك الآن تقرأ هذه السطور.
يتحدثون في كل مجلس الآن عن الإضرابات. سيدتي الكريمة الوزارة ليس لأحد من المعلمين عداء لا مع السلطة ولا مع الوزارة ولا مع أي مديرية تربية. الدليل: معلمة تقف أمام تلاميذها فوق حطام مدرسة شرق القدس هدمها الاحتلال وتؤدي واجبها ولا تعبأ بما كان.
إذا فكر أحد في الطعن بوطنية المعلمين، فصورة المعلمة تلك على النت انظروا إليها والرجاء إخباري برأيكم. الغريب أن الأطفال - الذين تشغلهم الكاميرات عادة - ظلوا منتبهين للشرح.
الوزير الجديد صاحب رؤية ورجل مناسب لكرسي التربية. كنت أستمع إليه قبل سنتين في إحدى غرف جامعة بيرزيت وتمنيت حينها أن يصير وزير التربية، وقد صار.
لديك مشكلة مع نظام التوجيهي سعادة الوزير؟ نعم. وأنا لدي مشكلة ومثلنا كثيرون. لكن غض الطرف عن كل المشاكل والتعلق بواحدة كفيل بأن يجعلنا نحتج.
لا نلوم الوزير، فالخزينة ليست بيده. ومن يدعي ذلك أصلاً؟ إلا أننا نقول له الحياة كانت صعبة وأصبحت أصعب.
وحين يخرج المدرس من بيته غضبان لأن ابنه طلب آي باد وهو لا يملك ثمنه.. ماذا تتوقع؟ يصل هذا الموظف الصف وينسى كل شيء ويشرح قصة سميرة عزام (خبز الفداء) من كل قلبه. أتحدث عن الآي باد لأن الكلام الآن عن "استخدام التكنولوجيا في التعليم". إن المعلمين لأولو عزم.
أقول قولي هذا وقد كنت من ذوي الألفين شيكل في رام الله.
تعالوا نقترح حلاً. تفتح الوزارة باب الترقيات لكن بشرط أن تكون وفق معايير واضحة: مستوى الأداء، فالخبرة، فالمؤهل العلمي أخيراً. نعم المؤهل العلمي أقلها أهمية، ولكل درجة نظير مالي.
بقيت في النفس حاجة. للذين يتحدثون عن الجودة: جعلتم غاية المدرس شراء شهادة ماجستير يقتتات من ورائها 200 شيكل شهرياً، وتتحدثون عن جودة التعليم "العالي"؟
إذا عرف المدرس أن تقييمه ورتبته الإدارية ستختلف باختلاف أدائه أولاً؛ فإنه سيبحث عن "الجودة" في البكالوريوس والماجستير وفي كل شيء، والأهم أنه لن يفكر بالإضراب.