مساعدات ايران واجب يراد به باطل!

بقلم: 

أعلن رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني عن نية ايران تقديم مساعدات لعوائل الشهداء الذين ارتقوا خلال الهبة الحالية وذلك لغايات اعادة بناء منازلهم التي دمرها الاحتلال.

في ذات السياق أكد مسؤولون ايرانيون رفيعو المستوى أن هذه المساعدات لن تكون من خلال المستوى السياسي الفلسطيني وانما ستوزع بمعرفة ايران كون السلطة الفلسطينية غير امينة على حد زعمهم وهو ما اكد عليه مساعد لاريجاني حسين شيخ الاسلام .

ان هذا الموقف الايراني والاسلوب الذي تنتهجه في العلاقة مع القضية الفلسطينية ليس اعتداءا على القرار الوطني المستقل وتدخل في الشؤون الفلسطينية الداخلية فحسب وانما هو انقلابا على رؤية وفكر مؤسس الثورة الايرانية الامام الخميني الذي احتضن فلسطين من بوابة الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومنظم التحرير الفلسطينية والذي سلم مفاتيح السفارة الاسرائيلية في طهران ابان حكم الشاه لابو عمار واصبحت منذ ذلك الوقت سفارة لفلسطين .

ايران وساستها يريدون ان يقوموا بما يدعون انه واجب تجاه فسطين لتقديم المساعدات لعوائل الشهداء لكن هذا الواجب المزعوم يراد به باطل كون ايران وقياداتها يبحثون  عن دور سياسي واستراتيجي في القضية الفلسطينة على غرار الادوار التي تلعبها فغي سوريا واليمن ولبنان وذلك من خلال تعزيز التناقضات الداخلية الفلسطينة وتعزيز عدم الثقة بالقيادة الفلسطينة بقيادة الرئيس محمود عباس وذلك للاستفادة من هذا الدور في صراعها مع العرب بحيث تضحي فلسطين كرت ضغط ايراني عل العرب لتحسين شروط اي اتفاق مستقبلي معهم بدلا من ان تسعى ايران لتكريس شعاراتها الرنانة على الارض وتدعم قضية فلسطين لتبقى القضية المركزية لكل العرب والمسلمين .

ان ساسة ايران الحاليين لا يفكرون في دعم القضية الفسطينية والفلسطينيين لعيونهم الزرقاء بقدر ما يفكرون في  تعزيز نهج السيطرة والتوسع الايراني في المنطقة ، هذا التفكير المحروق والمكشوف لكل القوى الوطنية والاسلامية ولعامة الشعب الفلسطيني بكل شرائحه وفئاته الشعبية وما الشعارات الجوفاء تطلقها ايران وساستها في كل محطة سياسية الا لتكريس دورها في فلسطين وليس  لدعم فلسطين اساسا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي  للتدليل على ذلك اتسائل اين جيش ايران وصواريخها وعتادها العسكري مما يحدث في فلسطين من جرائم حرب وتدنيس للقدس والمقددسات واعدام الشباب والاطفال على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه ؟ الا يرى الايرانيون ماذا يحدث في فلسطين ام انهم يعرفون حقيقة الوضع لكن معركة الشعب الفلسطيني ليست معركتهم ؟؟

ان اعلان المسؤولين الايرانيين بان اي مساعدات سترسل للشعب الفسطيني لن تكون عبر القنوات الرسمية الفلسطينية هو فضح لنوايا ايران في فلسطين بانها تريد تكريس التناقضات الداخلية واللعب عليها والاستفادة من حالة الانقسام لصالح سياساتها وبرامجها الاستراتيجية في المنطقة ويؤكد ان فلسطين ليس قضيتها المركزية كما تعلن دوما في شعاراتها الرنانة .

نحن نقول لساسة ايران اننا نرحب بمساعدتك لكن يجب ان تكون من خلال المستوى السياسي الرسمي واذا كان همك وصول المساعدات لاصحابها هناك الف طريقة للاشراف على توزيع هذه المساعدات لكن من غير الجائز ان تتجاوز الدول والحكومات بعضها البعض وما تحاول قيادات ايران تكريسه من خلال مساعداتها الوهمية هو الاعتداء على القرار الوطني المستقل واعتداء سافر على وحدانية التمثيل الفلسطيني وتدخل في الشان الداخلي الفلسطيني يتعارض مع كل القوانين والاعراف الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول  لذلك اقول ان مساعدات ايران المزعومة هي واجب يراد به باطل .