إبعاد خالد مشعل إشارة إيجابية

بقلم: 

جيد جدا أن خالد مشعل سيكون خارج المنافسة على قيادة حركة حماس. فهذا الرجل رمز غرق حماس في التيه الخليجي- التركي، ورمز الكوارث التي وقعت على رؤوس الفلسطينيين طوال السنوات الخمس الفائتات. لقد لعب به القطريون والأتراك كما يلعبون بالكرة، ثم انتهوا إلى أن رموه في سلة المهملات. لذا يجب ان يرحل إن كان لحماس أن تكون تنظيميا فلسطينيا حقيقيا.

لقد كسر خالد مشعل القاعدة المركزية التي ترسخت فلسطينيا من عقود طويلة، قاعدة الرفض المطلق للانضمام إلى أي من المحاور الإقليمية المتصارعة، مع اللعب على تناقضاتها، والاستفادة من صراعاتها. وحين كسر مشعل هذه القاعدة فقد ورط حماس، وورط الشعب الفلسطيني بكامله في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، تمتد من ليبيا إلى مصر إلى سوريا إلى العراق واليمن. بالكاد كان الفلسطينيون يستطيعون الصمود في مواجهة إسرائيل، لكن خالد مشعل أصر على أن يدخلهم في حروب أخرى على جبهات متعددة. وكانت هذه سياسة كارثية.

إذا، فإن إزاحة مشعل هي الخطوة الأولى لتصحيح الخطأ الكبير الذي حصل. لكن هذا لا يكفي. فالخطوة الثانية هي الانفصال عن مشاريع الإخوان المسلمين الخرافية. فلا طاقة لنا نحن بهذه المشاريع. مشاريعهم أكبر منا. حجرهم أكبر من أن تمسك به كفنا. لدينا مشروع واحد هو مواجهة إسرائيل. وهو مشروع يكفينا. أما الارتباط بمشاريع الإخوان المسلمين، فسيورطنا في حروبهم في سوريا وليبيا واليمن ومصر، وغيرها. فهؤلاء مقاولو حروب أهلية لصالح قوى إقليمية محددة.
إبعاد خالد مشعل عن قيادة الحركة إشارة إيجابية جدا. وهي إشارة يجب أن تفتح الباب أمام العودة للسياسة القديمة الصحيحة، سياسة البقاء بعيدا عن المحاور المتصارعة.