المبادرة النسوية الأورومتوسطية تعقد منصتها حول تعزيز دور النساء في المجتمع

زمن برس، فلسطين: عقدت المبادرة النسوية الأورومتوسطية منصتها الاقليمية في القاهرة، في الفترة من 26-27 أيلول الجاري، وذلك ضمن تعاونها مع الاتحاد الأوروبي.
فيما حضر وفود من الاحزاب السياسية واعضاء برلمان وممثلي/ات من المجتمع المدني وممثلي/ات عن الحكومات بالإضافة لهيئات وادوات وطنية للمرأة من: مصر، الجزائر، المغرب، تونس،الأردن، فلسطين، لبنان.
كما شارك من فلسطين الدكتور ابراهيم الشاعر- وزير التنمية الاجتماعية، والسيدة لينا عبد الهادي- المستشارة القانونية لمحافظة نابلس، والسيد مهيب سلامة- رئيس اللجنة الاجتماعية في المجلس التشريعي الفلسطيني، والسيدة ماجدة المصري- رئيسة اتحاد لجان العمل النسائي وعضوة مجلس في المبادرة النسوية الارومتوسطية، والسيدة سهام البرغوثي- عضوة المكتب السياسي للاتحاد الفلسطيني الديمقراطي"فدا"، والسيدة آمال خريشة- مديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية وعضوة الهيئة الادارية للمبادرة النسوية الارومتوسطية.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن حراك المبادرة للتأثير على توجهات ونتائج الاجتماع الوزاري الأورومتوسطي القادم في شباط 2017، كون المبادرة النسوية تتفرد في متابعة المسار الوزاري عبر طرحها اولويات النساء وحاجاتهن في المنطقة الارومتوسطية ضمن سياقات سياسية، اقتصادية، ثقافية، واجتماعية تهدد من انجازات ومكتسبات النساء في المنطقة في ظل المشهد السياسي وارهاصاته على مجمل الحقوق فهو يتسم في الصراعات منذ المؤتمر الوزاري الاول في اسطنبول مرورا في مؤتمر مراكش،وانتهاء بمؤتمر باريس 2013. وقد ركزت الإستنتاجات الوزارية الأورومتوسطية على دعم دور المرأة في المجتمع من خلال وضع حد للتمييز والعنف ضد المرأة وانتهاكات حقوق الإنسان، بالإضافة الى تمكين المرأة في كافة جوانب الحياة،ومنذ 2013، اتسمت التغييرات الجذرية في السياق الجيوسياسي في الاوضاع التالية:
زيادة العنف الذي ترتكبه المجموعات الأصولية واستمرار تدفق الاسلحة من قبل دول متنوعة في العالم بهدف اعادة صياغة جيو-سياسية للمنطقة العربية، بما يخدم مصالح الدول المصدرة للأسلحة الأمر الذي عزز وقوَى التطرف الديني وعدم التسامح والإقصاء وهدّد الإنجازات السابقة، وأزمة اللاجئين والمهجرين، إضافة الاحتلال الإسرائيلي العسكري الاستيطاني المستمر لفلسطين منذ عقود.
كما ناقشت الورشة كافة الاولويات والتوصيات التي خلص اليها كل من اللقاء الاقليمي الاول في عمان- شباط 2016، والحوارات الاقليمية في السبعة بلدان عربية عبر منصة النوع الاجتماعي خلال الستة اشهر الماضية، وقامت بإجراء مقاربات حولها وفق التطورات الجارية، وناقشت أوضاع النساء والفتيات،في كل دولة من الدول السبعة المشاركة في ظل الاوضاع السائدة في المنطقة ككل.
بدوره، اشار الوزير د. ابراهيم الشاعر، الى كيفية متابعة فلسطين لمؤتمر باريس الوزاري فيما يتعلق بالتشريعات المرتبطة بحقوق المرأة وبأسس الحماية للنساء والفتيات في ظل استمرار التحديات التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي. متناولا تطوير مراكز الحماية للنساء المعنفات والتطوير الخاص بنظام التحويل الوطني للنساء المعنفات، كما سلط الضوء على واقع النساء في القدس وفي قطاع غزة اللواتي يعانين من الحصار والتهويد وربط بين قمع الاحتلال، واستمرار التمييز في بعض القوانين الامر الذي اعتبره اولوية في مجال تعزيز المساواة.
وفي مجال معالجة الاولويات المشتركة لانهاء العنف والتميز ضد النساء والفتيات وتغيير القوانين- اشار السيد مهيب سلامة،الى ان الانقسام الفلسطيني والاحتلال الاسرائيلي ساهما في تعطيل عمل المجلس التشريعي الفلسطيني مما اعاق اصدار قانوني العقوبات والاسرة اللذان يميزان بشكل واضح ضد المرأة، وأشار بأن هناك جهد متواصل ومنسق بين وزارة العدل ووزارة المرأة والتنمية الاجتماعية، والحركة النسوية والكتل البرلمانية اسفر عنها مسودة لحماية الاسرة من العنف.
كما تناولت السيدة المصري، الاولويات والتحديات التي تمس حقوق النساء الفلسطينيات فيما يتعلق بامن وحماية ومساواة النوع الاجتماعي، وأكدت على ضرورة التزام مجلس الامن بانهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف سياسة المعايير المزدوجة فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، الامر الذي يتطلب مساءلة اسرائيل على انتهاكاتها المتواصلة لحقوق الشعب الفلسطيني نساء ورجالا على قاعدة القانون الدولي لحقوق الانسان وعلى قاعدة القانون الدولي الانساني.
من جهتها تناولت آمال خريشة، ضمن معالجة الاولويات المشتركة: مشاركة النساء، السلام والأمن ، وبدء عملية سلام اقليمية متكاملة، كيفية استخدام الحركة النسائية الفلسطينية قرار مجلس الأمن 1325 الخاص بأمن وحماية المرأة والفتاة ومشاركتهن في صنع وبناء السلام، عبر عملية توطين للقرار الذي لم يشر الى النساء تحت الاستعمار والاحتلال، وكيفية استخدام حزمة الحقوق التي نص عليها القرار والقانون الدولي الانساني لحقوق الانسان وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، والتوصيات العامة في اتفاقية "لسيداو"رقم 30 الخاصة بالنساء تحت الاحتلال والتوصية 33 الخاصة بالنساء اللاجئات، وكذلك قرارات الشرعية الدولية وبشكل خاص القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينين.
واشارت خريشة الى التقدم في نضالات الحركة النسوية الحقوقية عبر اصدار خطة للائتلاف النسوي الفلسطيني لتطبيق القرار 1325، وعبر تبني مجلس الوزراء لخطة اللجنة الوطنية العليا لتطبيق القرار 1325 بالشراكة مع المجتمع المدني واعلن عنها في آب 2016.
وركزت كل من السيدتين عبد الهادي والبرغوثي، على أهمية سن قوانين وليس تجميل القوانين التي تجسد فلسفتها ونصوصها التمييز ولا تشكل منظومة متجانسة من حيث الرؤية نتيجة الواقع السياسي الفلسطيني، حيث لا زالت تسري في فلسطين قوانين انتداب بريطاني، وقوانين عثمانية وأوامر عسكرية اسرائيلية وقوانين مصرية واردنية تم سنها منذ ما يزيد عن نصف قرن. واشارتا الى اهمية ربط النضال النسوي بالنضال التحرري والنضال الديمقراطي.
هذا وناقشت المنصة قضايا مرتبطة بضمان الحريات وحق التجمع تخصيص الموارد العامة لحقوق النساء وتطوير دراسات النوع الاجتماعي، وتحقيق ميزانيات حساسة للنوع الاجتماعي.
كما وافرد نقاشا معمقا لأولوية تغيير الموقف العام، والتمثيل النمطي للنساء من خلال رفع الوعي واصلاح المناهج والاعلام.
من الجدير ذكره أن عقدت المبادرة النسوية اجتماعا لها على هامش المنصة لمناقشة الخطوط العامة لاستراتيجتعا القادمة الى جانب مناقشة اليات العمل للمرحلة القادمة على قاعدة الاستنتاجات التي خلصت لها منصة النوع الاجتماعي في ورشة القاهرة والمرتبطة بأجندة المساواة، وعدم التمييز في الفضاء الخاص والعام وفي اجندة الحماية والامن من كافة اشكال العنف والقمع والتهميش في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وفي ظل الصراعات الاثنية والطائفية والحروب الاهلية والعسكرية.