بالفيديو: كتائب القسام تعرض مشاهد لأحد الجنود الإسرائيليين لديها

زمن برس، فلسطين:  عرضت كتائب القسام مقطع فيديو للجندي الإسرائيلي هشام السيج وهو على جهاز التنفس الاصطناعي.

وقال مراقبون إن  هذا الفيديو هو للجندي الأقل قيمة من بين الجنود الأسرى لديهم، وهذا يعني أن المعلومات القيَّمة لن تكون مجانية، وأن زاوية التصوير بجانب شاشة الجزيرة لبث لها قبل أيام هي عبارة عن عملية تفاوض يبدو أن من أحد شروطها إثبات أن تصوير الجندي كان في وقت قريب على غرار تصوير جلعاد شاليط بصحيفة فلسطين قبل سنوات.

 

لكن من هو هشام السيد؟

مع هبوب رياح إبريل 2015، دخل المدعو هشام السيد، فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيليّة، 32 سنة، مسلم، عبر ثغرة في السياج شمال القطاع. ولم يُعرف شيء عن مصيره منذ ذلك الحين، إذ رفضت حركة حماس تقديم معلومات عن هشام السيد، أو السماح له بالتواصل مع عائلته، ولا حتى زيارات من قبل اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر.

خلال مقابلات صحفيّة، سردت عائلة «السيد» قصة ابنها هشام، وقالت إنه الأكبر بين 8 أطفال، ترعرع في قرية السيد البدوية، التي تم دمجها في نهاية المطاف في بلدة الحورة، في صحراء النقب، كما أنه يُعاني من إعاقات نفسية- اجتماعية، وأثناء مقابلات مُتكررة، قالت عائلة «السيد» إن وضعه الصحي والنفسي تدهور.

قال شعبان السيد، والد هشام، إن ابنه أنهى المدرسة الثانوية، لكنه كان ضعيفًا، عندما حاول إشراك ابنه في أعمال البناء، رفض العمل وظلّ في المنزل.

فيما قالت والدته، منال، إنه «لم يكن راضيا عن الحياة التي يعيشها في البيت، وينظر دائما إلى الآخرين، متمنيا لو يملك ما لديهم، إذا رأى سائق شاحنة، أراد أن يصبح سائق شاحنة؛ وإذا رأى طبيبا، أراد أن يصبح طبيبا».

وأضافت أنه كان يقضي وقتًا طويلاً في مشاهدة التليفزيون، والاستماع إلى الموسيقى والتجول في المنازل والمحال التجارية التابعة للجيران، الذين كانوا يغيظونه أحيانا أو يطردونه، الأمر الذي أكده أحد أصحاب المحال في الحي الذي نشأ فيه هشام، وفقًا لتحقيقات «هيومن رايتس ووتش»، وقال إن السيد كان يتجول في متجره كل أسبوع أو أسبوعين، وصوره بأنه «نوع الشخص الذي إذا كان في ذهنه شيء يفعله؛ إذا كان يريد الذهاب إلى مكان معين، يذهب إلى ذلك المكان».

وأكدت عائلته أيضًا أنه فُقدَ من قبل وعثر عليه في الأردن ومصر مرات عدة قبل أن يسلمه هذان البلدان إلى السلطات الإسرائيلية.

«مدني» أم «مختل عقليًا»؟

تناثرت أقاويل كثيرة حول هوية هشام السيد، تقول أسرته إنه يُعاني من صعوبات عقلية، بينما رفض محمود الزهار، أحد مؤسسي حماس، الاعتراف باحتجاز مانغستو والسيد في اجتماع مع هيومن رايتس ووتش في سبتمبر 2016، لكنه قال إنه «لا يوجد مدنيون في إسرائيل» لأنهم جميعا يخدمون الجيش، وأن «الإسرائيليين الذين يدخلون غزة هم جواسيس».

تُظهر سجلات طبية للسيد استعرضتها «هيومن رايتس ووتش» أنه يعاني من فقدان السمع والدوار والطنين عام 2007، و«اضطراب في الشخصية واضطرابات سلوكية وعاطفية غير محددة» في عام 2009، و«اضطراب ذهاني حاد» في عام 2010، وانفصاما في العام 2013.

ولأن «السيد» كان «هناك صوتا في رأسه يخبره بما يجب فعله ولا يمكنه السيطرة عليه» تقول السجلات إنه قبض عليه وهو يقفز من سياج في تل أبيب من أجل الوصول إلى سيارات الأجرة الفلسطينية لتنقله إلى الأردن، وأنه «يريد الذهاب إلى الأردن أو تايلاند والعيش هناك من أجل رؤية المسلمين واليهود معًا».

ذكرت الوثائق أيضًا أنّ «السيد» لم يكن جنديًا في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ جاء في بيان صادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2016، أن «السيد» تطوع للخدمة العسكرية في 18 أغسطس 2008، لكنه تم تسريحه في 6 نوفمبر 2008 بعد أن وُجد «غير ملائم للخدمة».

في 20 أبريل 2015، غادر «السيد» المنزل دون أن يخبر أحد إلى أين سيذهب، غابَ لأيام ولم يُعد إلى المنزل، بحث الأهل عنه في أماكن كثيرة كان قد اختفى فيها من قبل، بما في ذلك الأردن، لكن بلا فائدة.

يُذكر أن المنظمات الحقوقية سبق أن أدانت اختفاء هشام السيد، ووصفته بأنه «أمر غير قانوني» ولا يمكن تبرير «اختفاء ومقايضة حياة الأشخاص، خاصة الذين يعانون أمراضًا عقلية خطيرة».