الضفة تحت النار: الاحتلال يطلق النار نحو وفد دبلوماسي في محيط مخيم جنين

زمن برس، فلسطين: واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، اقتحامها للمدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث شنت حملات دهم واعتقال واسعة، ترافقت مع اعتداءات يومية ينفذها المستوطنون بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، تحت حماية الجيش.
وأطلقت قوات الاحتلال، ظهر الأربعاء، النار بشكل كثيف من داخل مخيم جنين نحو وفد دبلوماسي بشكل مباشر الذي يقوم بجولة ميدانية في محيط المخيم للاطلاع على حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها الفلسطينيون إثر التهجير وتدمير البنى التحتية نتيجة ممارسات جيش الاحتلال.
وذكر جيش الاحتلال في بيان أنه "تم دخول بعثة دبلوماسية إلى جنين بشكل منسق. وفي إطار تنسيق الدخول، تم تخطيط مسار مُعتمد لأفراد البعثة الذي يجب عليهم الالتزام به، نظرًا لوجودهم في منطقة قتال نشطة".
وذكر الجيش في بيانه أن "البعثة انحرفت عن المسار ووصلت إلى منطقة يُمنع عليها التواجد فيها. الجنود الموجودون في المنطقة، والتي لم تكن تعلم بوجود بعثة دبلوماسية بالقرب منها، قامت بإطلاق نار في الهواء وليس باتجاه البعثة، بهدف إبعاد المشتبه بهمم عن المنطقة. لم تقع أضرار أو إصابات".
وأشار بيان جيش الاحتلال إلى أنه في "نهاية الحدث، وبعد أن تبيّن أن الحديث يدور عن بعثة دبلوماسية، أجرى قائد فرقة (الضفة)، العميد يكي دولف، تحقيقًا فوريًا في الحادث. بالإضافة إلى ذلك، أجرى قائد الإدارة المدنية، العميد هشام إبراهيم، محادثات مع ممثلي الدول وأطلعهم على نتائج التحقيق الأولي الذي أُجري في هذا الشأن".
وذكرت مصادر فلسطينية أن الوفد مركب من 25 دبلوماسيا وسفيرا عربيا وأجنبيا، فيما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش "أطلق النار في الهواء" بالتزمن مع جولة الوفد الدبلوماسي "لأسباب غير واضحة والحادثة قيد الفحص".
وذكر مصدر أمني إسرائيلي لاحقا لإذاعة الجيش الإسرائيليي، أن الوفد الدبلوماسي في جنين تجاوز المسار المُتفق عليه مسبقا، الجنديين أطلقا النار للإبعاد.
ففي مدينة الخليل، نفذت قوات الاحتلال عملية لهدم منزل عبد القادر قواسمة، المتهم بقتل الجندي الإسرائيلي أڤراهام فتنه في عملية وقعت عند حاجز الأنفاق بتاريخ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، والتي أسفرت أيضا عن إصابة ستة آخرين. وذكرت سلطات الاحتلال أن قواسمة كان عضواً في خلية مسلحة نفذت الهجوم.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال عدة مناطق في رام الله، طولكرم، جنين، نابلس، وأريحا، حيث اندلعت مواجهات في قرية المغير شمال شرق رام الله عقب اقتحام الجنود للبلدة، وأطلقوا الرصاص وقنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين، بحسب ما أفاد رئيس المجلس القروي أمين أبو عليا.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وأطلقت النار على مركبة خاصة قرب مدخل البلدة الجنوبي، قبل أن تعتقل سائقها. وفي قرية الراس جنوب طولكرم، اقتحمت آليات الاحتلال الشوارع، وأوقفت الشبان ودققت في هوياتهم، وسط إطلاق لقنابل الغاز وعمليات تفتيش للمنازل.
وفي مخيم جنين، أجبرت قوات الاحتلال عائلة النبهان على إخلاء منزلها رغم وجود سيدة مسنة فيه، وذلك ضمن حملة مداهمات طالت أطراف المخيم.
أما في نابلس، فقد هاجم مستوطنون مركبات الفلسطينيين شمال غرب المدينة، حيث رشقوا الحجارة من خلف جدار مستوطنة "شافي شمرون" على الطريق بين نابلس وجنين، مما أدى إلى تحطم عدد من السيارات.
وفي أريحا، اقتحم مستوطنون تجمع عرب المليحات بواسطة دراجات نارية رباعية، وجابوا المنطقة بين منازل السكان في استفزاز متكرر.
من جهته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن قواته ستواصل عملياتها في الضفة الغربية لملاحقة من وصفهم بـ"الإرهابيين"، مؤكدا العمل على تقديمهم إلى العدالة.
ووفق تقرير حديث صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد نفذ جيش الاحتلال 1367 اعتداء خلال الفترة الماضية، فيما ارتكب المستوطنون 351 اعتداءً، تركز معظمها في محافظات الخليل 302، ورام الله 269، ونابلس 254.