ردًا على عملية بروقين: خطّة استيطانية لتغيير وجه الضفة الغربية

زمن برس، فلسطين: أعلنت "إسرائيل" رسميًا، الخميس، عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة استيطانية ضخمة في شمال الضفة الغربية، وذلك ردًا على عملية إطلاق النار قرب بلدة بروقين غرب سلفيت الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنة تُدعى تسالا غاز.
المشروع، المموّل من وزارة البناء والإسكان الإسرائيليّة بميزانية 30 مليون شيكل، يندرج ضمن خطة "مليون مستوطن في الضفة"، ويرى فيه قادة اليمين "تعزيزًا للسيطرة اليهودية على الضفة
وفي خيمة أقيمت في موقع العملية، عقد وزير البناء والإسكان يتسحاق غولدكنوبف، برفقة رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي داغان، مؤتمرًا صحافيًا كشف فيه عن تخصيص 30 مليون شيكل لتخطيط بناء 13 مستوطنة جديدة، وخمس مناطق صناعية استيطانيّة، ضمن ما وصفوه بـ"الرد القيمي والحازم" على ما أسموه "الإرهاب".
تفاصيل المشروع وتوسّع استيطاني واسع
تشمل الخطة بناء نحو 40,000 وحدة سكنية في شمال الضفة، إلى جانب 10,000 وحدة في وسطها، و8,000 في منطقة "سنام الجبل"، بالإضافة إلى استئناف الاستيطان في مستوطنات أُخليت ضمن خطة "فك الارتباط"، مثل "سانور" و"حوميش" و"كاديم" و"غنيم"، حيث يسعى داغان لإقامة مستوطنة يبلغ عدد سكانها 46 ألف نسمة على أراضي المستوطنات المُخلاة. أما مستوطنة "حوميش" فمن المتوقع أن تضم في المستقبل 15 ألف مستوطن، و"سانور" ستتحول إلى مستوطنة فنية ومركز سياحي يسكنه 300 شخص.
وسيقام أيضًا مطار جديد ونقطة استيطانية في جبل عيبال، وهو ما يراه المستوطنون "موقعًا ذا أهمية دينية وتاريخية". التخطيط سيتم بتمويل وزارة البناء، وبدعم مباشر من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وعضو الكنيست تسفي سوكوت، ضمن خطة طويلة الأمد تهدف لوصول عدد المستوطنين في الضفة إلى مليون.
يُذكر أن سلسلة مستوطنات "غاف ههار" -أو "سنام الجبل"- تتكون من مستوطنات كبيرة نسبيًا في منطقة نابلس، هي: ايتمار (مقامة على أراضي عورتا وبيت فوريك)، ألون موريه (مقامة على أراضي بيت فوريك)، هار براخا (أراضي بورين وكفر قليل وعراق بورين)، يتسهار (أراضي بورين ومادما وعصيرة القبلية وعوريف وعينبوس وحوارة)، ويتبع لكل واحدة منها عددٌ كبيرٌ ومتغيرٌ من البؤر الاستيطانية غير المرخصة، وهذه البؤر معاقل لتنظيم تدفيع الثمن. ويُشكل مجموع هذه المستوطنات عنقودًا يفصل مدينة نابلس عن الغور وعن جنوبها الشرقي.
رسائل سياسية وأيديولوجية من قادة اليمين
وصف قادة اليمين في "إسرائيل" الخطة الاستيطانية بأنها ردّ سياسي وأمني وأيديولوجي على العمليات الفلسطينية، ومشروع استراتيجي لتعزيز السيطرة اليهودية على الضفة.
وقال رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي داغان: "الرد على جريمة القتل المروعة لتسالا غاز هو البناء؛ سننشر النور بدلًا من الظلام، والحياة بدلًا من الموت" على حدّ وصفه.
من جهته، صرّح وزير المالية ووزير في وزارة الجيش، بتسلئيل سموتريتش: "أمام الإرهاب الذي يسعى إلى الاقتلاع – سنبني، وسنُحيي، وسنُعمّق جذورنا. سنخطط لـ13 مستوطنة جديدة و5 مناطق صناعية كجزء من خطة لمليون مستوطن في الضفة، وذلك من منطلق استجابة أمنية، صهيونية واقتصادية.
وأضاف سموتريتش: أُثني على الوزير غولدكنوبف ورئيس المجلس يوسي داغان على دفع المبادرة، بدعم من عضو الكنيست تسفي سُكوت، وأتعهد بمواصلة تسخير ميزانية الدولة ووزارات الحكومة في خدمة رؤية الاستيطان.
وأكد وزير البناء والإسكان غولدكنوبف أن تعزيز الاستيطان هو "الرد القاطع على القتلة الذين يريدون إبادتنا"، مضيفًا أن الاستيطان "ركيزة أمنية واقتصادية حيوية".
أما عضو الكنيست تسفي سوكوت، فقال إن مشروع "مليون مستوطن" سيُنهي "كابوس دولة إرهاب عربية"، ويُنعش الاقتصاد ويوفر مساكن بأسعار معقولة.
وبحسب عضو الكنيست تسفي سوكوت، فإن المشروع "سيوفّر مساكن بأسعار معقولة للإسرائيليين، وينهي كابوس الدولة العربية في الضفة".