المجاعة في غزة: 327 شهيدا خلال 80 يوما بسبب سوء التغذية ونقص الدواء

المجاعة في غزة: 327 شهيدا خلال 80 يوما بسبب سوء التغذية ونقص الدواء

زمن برس، فلسطين:  أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، استشهاد الطفل محمد مصطفى ياسين (4 أعوام)، جراء سوء التغذية في ظل الحصار واستمرار سياسة التجويع الإسرائيلية.

وقال متحدث الدفاع المدني محمود بصل، في بيان مصور "إن محمد ياسين، قُتل جراء الجوع؛ بسبب منع الاحتلال إدخال المساعدات الغذائية والطبية".

 

وأضاف "لم يكن محمَّد الطفل الأول، والخوف أصبح يقينا أنه لن يكون الأخير، في ظل تواصل حرب المجاعة" الإسرائيلية.

وظهر بصل في فيديو مصور وهو يحمل جثمان الطفل ياسين، عقب ارتقائه نتيجة سوء التغذية في مدينة غزة.

وفي وقت سابق السبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أنه خلال 80 يوما من الحصار الإسرائيلي استشهد 58 شخصا بسبب سوء التغذية، و242 آخرين بسبب نقص الغذاء والدواء، معظمهم من كبار السن.

وأشار إلى أن 26 مريض كلى فقدوا حياتهم بسبب غياب الرعاية الغذائية والعلاجية، بالإضافة إلى أكثر من 300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل بسبب نقص العناصر الغذائية الضرورية لاستمرار الحمل.

وندد الإعلام الحكومي بأشد العبارات استمرار السياسات الإجرامية للاحتلال بإغلاق المعابر وفرض الحصار وتنفيذ سياسة التجويع، ثم هندسة التجويع ضد المدنيين والأطفال والفئات الهشة.

كما حمل الاحتلال والدول المشاركة في الإبادة الجماعية، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم البشعة التي تنفذ على مرأى ومسمع العالم وعلى الهواء مباشرة.

وطالب مكتب الإعلام الحكومي، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية، والتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة من كارثة المجاعة، والضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية فورا، ووقف سياسة الإبادة الصامتة والصاخبة التي يمارسها الاحتلال بحقهم بالتجويع والقتل اليومي.

وأدخلت إسرائيل الأربعاء، 87 شاحنة محملة بالمساعدات لصالح عدد من المؤسسات الدولية والأهلية للمرة الأولى منذ 81 يوما من الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الذي أكد أن القطاع بحاجة لـ500 شاحنة يوميا.

وتأتي آلية إدخال المساعدات بشكل مؤقت إلى حين تطبيق آلية أميركية جديدة كان من المقرر أن يبدأ العمل بموجبها يوم الإثنين المقبل، لكن مسؤولين إسرائيليين ذكروا أن الآلية الأميركية لتوزيع المساعدات لن تبدأ العمل في موعدها.

واعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، الجمعة ما يصل من مساعدات إلى قطاع غزة بأنه مجرد "إبرة في كومة قش"، مؤكدا أن قطاع غزة لا يزال يعاني من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية.

وأوضح لازاريني، أن أقل ما يحتاجه الفلسطينيون في القطاع "500-600 شاحنة يوميًا تُدار من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا".

ومنذ مدة، تروج تل أبيب وواشنطن لتوزيع المساعدات بطريقة تستهدف إفراغ شمال القطاع من الفلسطينيين، عبر تحويل مدينة رفح إلى مركز رئيسي لتوزيع الإغاثة، وجلب طالبي المساعدات إليها.

إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد في تصريحات صحفية الجمعة، عدم مشاركة المنظمة الدولية "في أي مخطط يتعلق بالمساعدات في قطاع غزة يفشل في احترام القانون الدولي ومبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد" (في إشارة إلى الخطة الإسرائيلية الأميركية).

ومنذ 2 آذار/مارس الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.