هـل انـتـهـى عـصـر لـيـبـرمــان؟

بقلم: يونتان يفين

المسألة منتهية، إذاً. فنتنياهو كأنما اعتذر، واردوغان كأنما انتصر، والجميع على التقريب غير راضين، وهذه علامة وإشارة إلى صفقة تمت كما ينبغي. بقي فقط الاتفاق على التفصيلات الصغيرة، ويستطيع أن يهتم بذلك ايضا المحامون المحنكون الذين تم تعيينهم، والشيء الأساسي أن نعود سريعا الى تلك "التمرينات المشتركة" التي لا يعلم سوى الشيطان ما الذي يجري فيها، وإلى عُطل "كل شيء مشمول"، لأن الشعب أصبح في توق شديد. إلى أين يسافر، هل إلى سيناء؟.

تعالوا نُغلق الزاوية، إذاً. كم تساوي حياة "مخرب" تركي قتيل؟ في أنقرة يطلبون مليوناً كاملاً، واسرائيل مستعدة لـ 100 ألف دولار فقط، حيث دفعت تركيا الى عائلات الضحايا 70 ألف دولار فقط، ويصعب ان نقول ان حياة قتيل في "مرمرة" أعز من حياة جندي رسمي في جيش الجمهورية إن لم يكن الامر عكس ذلك. لكن لما كان الحديث مع كل ذلك يدور عن أمر اقليمي ساخن فلننهِ الأمر على 200 ألف للضحية.

اجل تنسون أننا نحن الاسرائيليين نعلم بالضبط ما هو ثمن حنفية في بودروم، فلا تحتالوا علينا، اذاً، وأنتم لن تجعلونا مغفلين – فنحن نفعل هذا على نحو جيد جدا بأنفسنا. ألم تروا كيف انفصلنا بعد الخصومة معكم عن سائر دول العالم وكل ذلك من اجل مُثل سامية مختلفة صادرة عن ذلك الوزير العنيد؟ ذلك الذي يسير موجهاً رأسه الى الحائط عن يقين مطلق بأن الحائط سيُكسر آخر الامر؟ اجل انه ليبرمان. وبالمناسبة أين اختفى؟.

يثور السؤال لأن نتنياهو لم يتجرأ منذ حادثة القافلة البحرية حتى على طرفة بعينه نحو اسطنبول، وها هو ذا يمد يده، بل يمد محفظته من أجل السلام. وبماذا اختلف هذا الاسبوع عن كل الاسابيع؟ اختلف بأن وزير الخارجية السابق يتأخر تأخرا طفيفا بسبب استيضاح ما في شأن جنائي في ظاهر الامر. ويستنتج الذكي ان رئيس الوزراء استقر رأيه على ان ليبرمان لن يعود، كما يبدو، وهو يتجه برعاية الروح الائتلافية الجديدة الى اعادة بناء أنقاض العلاقات الدولية التي خلفها وراءه زعيم "إسرائيل بيتنا".

هل ربما يكون عصر ليبرمان أصبح وراءنا حقاً؟ هل هذا ممكن أصلا؟ ربما لأن سيد الولاء قد رد على المصالحة مع الاتراك بملاحظة هامشية غاضبة ما لا غير، وامتنع عن نقض الحلف مع "الليكود" ولم يلتف عليه باقتراح حجب ثقة من اليمين، بل لم يطلق واحدا من تهديداته المعروفة. ومن المؤكد ان هذا سلوك غير تقليدي للجرافة الملدوفي ولا سيما أن نتنياهو قد اختار خطوة البدء لرقصة ولايته الثالثة ان يضعضع واحدا من قرارات ليبرمان التأسيسية، عندما كان وزير الخارجية وهو القضاء على العلاقات مع تركيا.

لو كنت مكان ليبرمان لقلقت فنتنياهو وعده بأن يحفظ له وزارة الخارجية. لكن ليبرمان لا يقلق أبداً، فهو دائما واثق بنفسه وبأعماله كلها، وهو على يقين بان خطواته الحمقاء المدمرة في وزارة الخارجية هي الطريق المناسب لتصريف أمور حفلات كوكتيل اسرائيل، وهو رأيه قاطع بان مستقبل اسرائيل مُعلق بقوانين ولاء زعراء لا بمصالحات موحِّدة لطرق لطيفة، وهو على يقين لإثبات براءته. نأمل في ان تسرع طواحين العدل في الدوران، إذاً, لأن نتنياهو مع هذا الايقاع قد يُعيد بناء علاقات بدول أخرى.

   يديعوت احرنوت

 

حرره: 
ا.ش