الاعتراف بدولة يهودية مقابل تجميد البناء في المستوطنات

بقلم: إيلي بردنشتاين
جاء قرار اسرائيل عرض الاعتراف بدولة يهودية كشرط لازم لاستئناف المحادثات لدفع الفلسطينيين الى التنازل عن مطلبهم من إسرائيل تجميد البناء في المستوطنات وعرض خريطة حدود. هكذا حسب مصادر في اسرائيل وفي الغرب. 
يعمل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي يزور المنطقة بنشاط، على بلورة رزمة بادرات طيبة وخطوات من الطرف الاسرائيلي والطرف الفلسطيني تسمح باستئناف المفاوضات. أحد المطالب المركزية للفلسطينيين هو تجميد البناء في المستوطنات كشرط لاستئناف المفاوضات. ولما كانت مسألة المستوطنات في نظر اسرائيل تتعلق بالتسوية الدائمة، مثل عرض خريطة الحدود أيضا، فقد قرر نتنياهو أن يطرح منذ الآن مطلب اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، كشرط لازم لاستئناف المفاوضات. 
التقدير هو أن ابو مازن غير قادر على الاعتراف بدولة يهودية، وبالمقابل فان نتنياهو غير مستعد لتجميد البناء في المستوطنات. ولهذا فان الأميركيين يركزون على محاولات إيجاد صيغ حل وسط على مطالب الطرفين.
عُرض اقتراح بديل لتجميد البناء وهو كبح جماح البناء في المستوطنات ودفع مخططات بناء في الحالات التي تعهد فيها نتنياهو للمستوطنين، خشية أن يتوجهوا الى محكمة العدل العليا وذلك في ظل التنسيق مع الأميركيين. وعلى افتراض أن نتنياهو سيرفض هذا أيضا، فان هناك اقتراحات أخرى على جدول الاعمال كنقل عدد قليل من مناطق "ج" إلى سيطرة فلسطينية كاملة، بينها طريقا وصول قرب رام الله وفي منطقة طولكرم. ثمة اقتراح آخر هو اقرار نحو عشرة مخططات هيكلية لبلدات فلسطينية غير قانونية والدفع الى الامام بمخططات بناء وبنى تحتية في المنطقة "ج"، وكذا نقل صلاحيات أمنية للفلسطينيين في المنطقة ب. وحسب مصادر فلسطينية، فقد نقل الوزير كيري هذه الاقتراحات للفلسطينيين بالتشاور مع نتنياهو. 
بالنسبة للمطلب الإسرائيلي بالاعتراف بدولة يهودية: لم تستبعد وزيرة العدل تسيبي لفني صيغ حل وسط مركبة على نمط اعتراف فلسطيني بحل "دولتين للشعبين" وربما باضافة كلمات "في حدود 67". حتى اليوم كان ابو مازن مستعداً لان يتحدث عن حل "الدولتين" فقط.
لدى الطرف الاسرائيلي ثلاثة مطالب أساسية اخرى كشرط لاستئناف المفاوضات: وقف الاجراءات أحادية الجانب في الامم المتحدة والامتناع عن التوجه الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي – المطلب الذي سبق للفلسطينيين أن وافقوا عليه. وكذا وقف التحريض في السلطة الفلسطينية ووقف مساعي المصالحة بين "فتح" و"حماس" خلال المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. 
وبالمقابل يطالب الفلسطينيون ايضا بتحرير 123 سجيناً من قبل اتفاقات اوسلو. قد يوافق نتنياهو على تحرير محدود ومتدرج للسجناء فقط بعد استئناف المفاوضات. كما يطالب الفلسطينيون بتحرير اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل عنهم. وسبق لهذا المطلب أن لبي. ثمة مطلب فلسطيني آخر هو أن تنقل إسرائيل الى الوزير كيري خريطة حدود تعكس رؤيا نتنياهو لاقامة الدولة الفلسطينية. ويرفض نتنياهو هذا الطلب رفضاً باتاً، ويعتقد الأميركيون ايضا بانه غير واقعي. اما في اسرائيل فيعتقدون أنه إذا اصر الفلسطينيون على هذا المطلب ففيه ما يشهد على نيتهم تفجير المحادثات. 
كما يعتزم كيري ممارسة ضغط شديد على الطرفين والوصول الى توافقات بشأن استئناف المفاوضات في غضون نحو شهرين. ولهذا الغرض يعتزم المجيء الى المنطقة كل أسبوعين. وقد تناول كيري، أول من أمس، العشاء مع نتنياهو في مكتب رئيس الوزراء. وشارك في الوليمة الوزراء موشيه يعلون، تسيبي لفني، ووزير العلاقات الدولية يوفال شتاينتس وكذا مستشار الامن القومي، يعقوب عميدرور، والسكرتير العسكري، اللواء ايال زمير. 
كما يصل الى اسرائيل اليوم (أمس) فليب غوردون، المبعوث الخاص لاوباما الى الشرق الاوسط، شمال افريقيا والخليج الفارسي. والتقدير هو أن هدفه دراسة المسائل السياسية في المنطقة التي لا يعتبر خبيرا فيها. 

  معاريف