بين البحر والنهر: 80% يهود في العام 2035

بقلم: يورام إتنغر
زعم الرئيس اوباما في خطبته، الشهر الماضي، في مباني الأمة أنه "بسبب الواقع السكاني غرب الاردن، فان الطريقة الوحيدة للحفاظ على صبغة اسرائيل اليهودية الديمقراطية هي انشاء دولة فلسطينية". افتراض اوباما، الذي قد يكون نابعا من تضليل مستشاريه مقطوع عن المسارات السكانية في اسرائيل وفي العالم الاسلامي بعامة، وعن العرب غرب الاردن بخاصة. فهذه المسارات تقول ان الزمن يعمل في مصلحة العامل السكاني اليهودي.
في 2013، وبخلاف تنبؤات المؤسسة الديمغرافية، توجد أكثرية يهودية بلغت 66 في المائة (6.3 مليون) في المساحة المشتركة بين "يهودا" و"السامرة" (1.66 مليون عربي) وداخل اراضي الخط الاخضر (1.65 مليون عربي). وذلك قياسا بـ 40 في المائة من الأقلية اليهودية في 1948 و9 في المائة من الأقلية اليهودية في 1900. وتتمتع الأكثرية اليهودية بدعم خصب واحتمال زيادة قد يؤديان الى نسبة 80 في المائة في 2035.
يكشف الـ 6.3 مليون يهودي (ومنهم 350 ألفا من المهاجرين من الاتحاد السوفييتي لم تعترف بهم الحاخامية أنهم يهود الى الآن)، عن الخطأ المنهجي في التنبؤات السكانية. في 1898 زعم الخبير السكاني والمؤرخ اليهودي الرائد، شمعون دوف نوف، انه سيوجد في اسرائيل في سنة 2000 نصف مليون يهودي فقط. وفي 1944 توقع مؤسس المكتب المركزي للاحصاء ووالد خبراء السكان البروفيسور روبرتو بيكي انه سيكون في اسرائيل في 2001، 2.3 مليون يهودي. وفي الثالث والعشرين من تشرين الاول 1987 قال خبير السكان البروفيسور سيرجيو ديلا – برغولا لصحيفة "يديعوت احرونوت" انه لن توجد هجرة ذات شأن من الاتحاد السوفييتي فجاء مليون مهاجر. 
وبخلاف التنبؤات السكانية فان نسبة الخصب اليهودي في اسرائيل (3 ولادات للمرأة) أعلى من نسبتها في أكثر الدول العربية. ويلاحظ اتجاه الضعف الذي توجهه الحداثة للخصب الاسلامي في ايران (1.8 ولادة)، وفي السعودية (2.3) وفي مصر وسورية (2.9). وتزداد سرعة باتساع لم يسبق له مثيل لاندماج النساء في جهاز التربية العليا والانتقال من القرية الى المدينة واستعمال وسائل منع الحمل. وفي مقابل ذلك فان زيادة الخصب اليهودي يوجهها التفاؤل والشعور الوطني والمسؤولية الجماعية والصلة بالجذور والاقتصاد المستقر.
تضاءل الفرق بين الخصب اليهودي والعربي من 6 ولادات للمرأة في 1969 الى نصف ولادة في 2012. وارتفعت نسبة الولادات اليهودية السنوية بنسبة 62.6 في المائة من 1995 (80.400) الى 2012 (130.000)، في حين ارتفعت نسبة الولادات العربية بـ 10 في المائة فقط.
أخطأت المؤسسة السكانية خطأ شديدا لتجاهلها هذه التوجهات الاخيرة، فكل من يزعم ان اليهود قد حُكم عليهم بأن يكونوا أقلية غرب الاردن يخطئ خطأ حادا أو يضلل بصورة فاضحة.

  اسرائيل اليوم