مبادرة بغير تجديد حقيقي

بقلم: دان مرغليت
ليس لاسرائيل خيار آخر سوى ان تستقبل بمباركة ضعيفة أو في انشراح تعديل مبادرة الجامعة العربية، الذي يعترف منذ الآن فصاعدا بتبادل الاراضي وأنه جزء من تسوية مع الفلسطينيين. ومن المنطق ان نفترض ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري أشار اشارة خفية الى ضيفه رئيس حكومة قطر ان يأتي لزيارة واشنطن مع فكرة تبدو جديدة شيئا ما، لتحريك التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني الذي يُثقل على جميع الأطراف في المنطقة، وعن جانبي المحيط الاطلسي. واستجاب القطري باعتبار ذلك جزءا من رغبته في الاستعانة بواشنطن لصد المشروع الذري الايراني.
ليس في ذلك تجديد حقيقي، فقد وافقت السلطة الفلسطينية على تبادل اراض بنسبة 2 في المئة في تفاوض أجرته مع اهود اولمرت. إن حقيقة ان الجامعة العربية تدعم الآن الاستعداد الفلسطيني تُثخن فقط وضعا معطى لم يتغير منذ 2009.
إن جهات في الحكومة تعلن استعدادها لتبني صيغة ‘دولتين للشعبين’ ستُتهم بعدم السذاجة اذا ادعت على موافقة قطر باسم الجامعة.
لكن ما هي بالفعل؟ إن الصيغة المختلف فيها هي آخر الامر ايضا صيغة ناقصة لأنه ليس السؤال سؤال الدولتين بل ‘دولتين لشعبين’. والفلسطينيون مُصرون على رفضهم التسليم بهذه الصيغة كما ينبغي.
وعلى كل حال اذا كان في الامر ما يُجدد المحادثات؛ ومع الفرض المتفق عليه ان كل حوار أفضل من اطلاق النار أو من الجمود، فقد أصبح يوجد لكيري وتسيبي لفني واسحق مولخو وصائب عريقات موضوع يشغلون أنفسهم به وإن كانوا يعلمون انه غير قادر على توجيه سفينة التفاوض الى شاطئ الأمان.
من الواضح ان نتنياهو وأبو مازن غير قادرين على الوصول الى اتفاق شامل. وقد يكون قد يكون فقط في جعبتهما تسوية جزئية في هذه الاثناء، لكن لا يريد اي منهما ان يعلن ذلك لخليله او عدوه. والحديث عن المرونة الحقيقية أو الوهمية كاجراء قطر مُجدٍ حقا، كما يضر تجديد الارهاب من النوع الذي وقع أمس في مفترق تفوح.
تشخص لفني ومولخو في الاسبوع القادم الى الولايات المتحدة، ويُخيل إلي أنهما اذا ردا بالموافقة على المبادرة القطرية فينبغي لهما ان يسألا رام الله بواسطة كيري عن كم من اراضي يهودا والسامرة يُتحدث في التبادل. فالجواب المباشر عن هذا السؤال مهم بصورة جوهرية.
اسرائيل اليوم