ليس لذيذا وليس فظيعا

بقلم: بوعز بسموت

يمكن ان نلخص قرار مجلس النواب الاردني أمس الذي دعا الى طرد السفير الاسرائيلي من الاردن واعادة السفير الاردني الى المملكة ايضا بقولنا إنه .
إن مجلس النواب الاردني جسم تحرشي. وهدفه الرئيسي هو تنفيس الضغط. على أثر الهبات الشعبية العربية أصبحت الانتخابات في الاردن أكثر انفتاحا وأكثر ديمقراطية. ولذلك أصبح يوجد عدد أكبر من الاسلاميين في المجلس الأدنى.
يجب ان نفهم انه ليس لمجلس النواب الاردني لا يد ولا رجل في تصريف أمور الدولة. وكل ما يُسمح له به هو أن يُبين مبلغ تحرشه بالحكومة وبالمملكة.
لا شك في أن الأحداث في القدس تؤثر في الشارع الاردني. ولا شك في ان الأحداث التي تقع في القدس قد تفضي الى وضع غليان. والغليان في مجلس النواب أفضل عند اسرائيل وعند الادارة الاردنية من الغليان في الشارع.
أسهمت وسائل الاعلام الاردنية أمس بتأجيج الغرائز بطريقة إخبارها بالأحداث في جبل الهيكل. فاسرائيل كما قالت وسائل الاعلام الاردنية اعتقلت مفتيا ومنعت المسلمين من الوصول الى جبل الهيكل، وانقض المستوطنون كذلك كما أبلغت على جبل الهيكل. ولا يتأثر مجلس النواب الاردني تأثرا خاصا بيوم القدس فهو يرى ان يوم القدس احتفال عربي أكثر من أن يكون احتفالا يهوديا.
إن السفير الاسرائيلي في الاردن، داني نفو، وهو ذو علاقات ضخمة بالمملكة منذ سنين، قد استُدعي أمس الى مكتب الخارجية المحلي لحديث. ولما لم يكن وزير الخارجية في المملكة فقد التقى مع وزير الداخلية. وكان اللقاء وديا بل لم يوجد احتجاج ولا أي تهديد. وداني نفو لا يحزم حقائبه الى الآن.
كنت في هذا الفيلم حينما عملت اربع سنوات سفيرا في موريتانيا وهي دولة عربية. كان رئيس مجلس النواب ومرة اخرى كان رئيس مجلس الشيوخ هما اللذان بادرا الى مبادرتين لطردي من الدولة. وبيّنت لي السلطة ان هذه هي طريقة للتنفيس ايضا. أما الأمر المهم فهو ما يقوله الرئيس أو الملك في هذه الحالة، وما يحدث في الشارع في الأساس.
إن الشيء الوحيد في هذا الامر هو انه يجب علينا ان نتذكر أن لكل عمل في القدس تأثيرا مباشرا في العالم العربي. إن يوم القدس هو يوم احتفال لنا ويوم حداد لهم.

حرره: 
م.م