إقناع كيري بأن إسرائيل ليست عائقاً أمام السلام

بقلم: دان مرغليت
يصل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مليئاً بالارادة الخيرة كحبة رمان، الى القدس لتحريك المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية، لكن أي مراقب يعلم ان لا أحد في العالم يهتم بذلك. فالشرق الاوسط في غليان في سورية ولبنان، ويثير الرعب في الأردن وإسرائيل تأهباً لمواجهة بشار الاسد. فمن سيغرق نفسه الآن في الحقيقة في مفاوضات مع أبو مازن؟ الشرق الاوسط مصاب بذبحة صدرية، وكيري يريد ان يعالج لكمة في الكتف.
راج حتى جولة العنف الاخيرة شعار بأن كل الصعاب الاقليمية سببها عدم وجود حل للصراع - الاسرائيلي الفلسطيني. وفي الوضع الحالي لا يوجد من يتفرغ لتكرير هذا الزعم.
ومع كل ذلك لا تستطيع اسرائيل ان تبدو وأنها هي التي تسبب التعويق. لكن اذا كانت متجهة الى تفاوض جدي فلا مفر من التقدم اليه مع تفكير عميق في الامر ذاته أو على الأقل باعتبار ذلك وسيلة ضغط سياسية في الساحة الدولية. فلا مانع من جهة من منح التفاوض علاجا طارئا مع الحرص على ان يتم ذلك على أيدي الأميركيين والاوروبيين في ظروف توازن عادلة. ويحسن من جهة اخرى تبني طلب ان يعامل العالم بنيامين نتنياهو كمعاملته ايهود اولمرت. فالى 2009 لم يُطلب الى اولمرت الكف عن البناء في المستوطنات، وبرغم انه قدم اقتراحا مبالغا فيه لم يُجبه الفلسطينيون ولا سبب يدعو الى تغيير المعتاد. ربما ينتظر كيري في هذه المسألة خيبة أمل حينما يعلم أن يائير لبيد يشارك "الليكود" في موقفه من هذه القضية ،وهو انه لا حاجة الى وقف البناء للتباحث في تسوية سياسية.
ومع ذلك ستنتهي الحرب الأهلية في سورية في يوم من الايام، وسيعود "حزب الله" الى حجمه الطبيعي، ولن يتم حسم مصير الذرة الايرانية بين رام الله والخليل وبين نهر الاردن. وعلى ذلك تستطيع اسرائيل ان تُسهم في الدفع بالمحادثات قدما. إن تحويل اموال وإفراجاً ضيقاً عن أسرى أمنيين هما الجسر الى استئناف المحادثات، وقد أعلنت الوزيرة المسؤولة عن التفاوض، تسيبي لفني، ان الاعتراف بدولة يهودية ليس شرطا للتفاوض، بل هو هدف نهائي.
يخشون في اليسار الاسرائيلي من ان المشكلة ليست صياغة الكلام بل الشعور بأن بنيامين نتنياهو لا يقصد بجدية "دولتين للشعبين"، لكن يوجد بين وزرائه في "الليكود بيتنا" من يعتقدون بيقين ان الامر خلاف ذلك، وهو انه تبنى حل الدولتين للشعبين الذي عبر عنه في عدة مناسبات. ومهما يكن الأمر فيجب على نتنياهو أن يبذل جهدا كبيرا كي يخرج كيري من القدس مقتنعا بأن اسرائيل في المعطيات الحالية ليست هي العائق أمام السلام.