مؤسسة التربية العالمية تنهي دورة تدريبية حول تعليم الكبار

أنهت اليوم مؤسسة التربية العالمية، في مدينة نابلس، دورة تدريبية في موضوع تعليم الكبار، شارك فيها أكثر من عشرين مبادرا تربويا من مبادري "إلهام فلسطين"، وهدف التدريب إلى تزويد المشاركين بالمعارف والمهارات التي تمكنهم من الانتقال للعب دور مؤثر خارج البيئة المدرسية، والاهتمام بقضايا تعليم الكبار في المجتمع المحلي.

وتلقى المشاركون، وهم من المعلمين، والمرشدين، والمشرفين، ومديري المدارس، تدريبا استمر سبعة أيام، حول مفهوم تعليم الكبار، ومهارات الارشاد والتوجيه، والتطوير الجماهيري، وآليات الضغط والمناصرة، وتطوير وبناء الشراكات، وبناء الخطط التنفيذية مع المجتمع المحلي بالتعاون مع مراكز تعليم الكبار الموجودة في مناطقهم، ثم توّجوه بوضع خطط عمل سيقومون بتنفيذها خلال الأشهر المقبلة.

وامتازت خطط المبادرين الملهمين بالتنوّع في موضوعاتها، إضافة إلى اعتمادها على تفعيل المجتمع المحلي في توفير المصادر المادية والبشرية المطلوبة لانجاز المبادرات وإنجاحها، كما أن المبادرين قد بدأوا فعليا بالعمل على مبادراتهم التي قاموا بتحديد موضوعاتها والفئة المستهدفة للعمل بكل منها في مديرياتهم المختلفة جنين، وقباطية، وقلقيلية، وطولكرم، ونابلس، وطوباس، وجنوب نابلس، وسلفيت، ومنطقة نابلس التعليمية.

ومن أبرز المبادرات التي اقترحها المشاركون في تعليم الكبار "مبادرة المرأة المنتجة" التي تهدف إلى تدريب النساء على التصنيع الغذائي، وآليات تسويقه وبيعه للمجتمع المحلي؛ بما يمكنها من تعزيز مكانتها وقدراتها، والقيام بدور منتج يمكّنها من إعالة أسرتها، وخدمة مجتمعها المحلي بالترويج للغذاء الصحي غير المكلف.

كما وضع فريق من المشاركين خطة عمل لمبادرة تتعلق بتعزيز "دور الأهالي في الارشاد المهني لأبنائهم"، وذلك بهدف تعريف أهالي الطلبة بمفهوم برنامج التعليم المهني وأهدافه، وتعزيز دورهم في دعم عملية التطور المهني. ومن شأن المبادرة أن تكسب الأهالي مفهوم تدعيم بناء الذات لأبنائهم، وتعزيز دورهم في مساعدة الأبناء على اتخاذ القرار الذي يتناسب مع مؤهلاتهم وخبراتهم ورغباتهم، مما يؤثر إيجابا في زيادة دافعية الأبناء، والارتقاء بعلاقاتهم التشاركية مع ذويهم في اتخاذ القرار.

وقد كان لذوي الاحتياجات الخاصة في التدريب والمشاركة نصيب كذلك، حيث اقترح أحد الأساتذة الأكفاء وفريق من المشاركين، مبادرة في تعليم فاقدي البصر والراغبين من الكبار طريقة "بريل" الخاصة بالمكفوفين، وذلك في مواضيع مختلفة كالرياضيات واللغتين العربية والانجليزية، إضافة للتعليم الإلكتروني للكبار على استخدام برامج الحاسوب المختلفة بالاستعانة بالبرامج الناطقة. ومن شأن هذه المبادرة أن تساعد الأهالي والراغبين في تعلّم "بريل" على تدريس أبنائهم أو أقاربهم من المكفوفين للمواد المختلفة، وتسهيل وتصويب التعامل معهم، وجعله أكثر متعة.

كما تركزت خطة أخرى على "الحاسوب للجميع" وتهدف إلى رفع توعية أولياء أمور الطلبة في مجال تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسوب ببرامجه المختلفة كالطباعة والجدول والرسم، إضافة لتعليمهم استخدام الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك، لجسر الهوة بين الأبناء وذويهم في هذا المجال وتسهيل التواصل بينهم.

أما مبادرة "فن الخطابة" فتهدف إلى تعليم وتدريب الراغبين من الكبار على فنون الخطابة المكتوبة والمرتجلة، وقيادة الأنشطة والمهرجانات المختلفة، إضافة لرفع وعي الأمهات في التعامل مع مختلف القضايا الصحية والتعليمية والتكنولوجية من خلال هذا النوع من الفنون الأدبية.

وفي معرض تعليقه على التدريب قال أ. حذيفة جلامنة، مدير البرامج في مؤسسة التربية العالمية: أن المبادرين الذين شاركوا في التدريب سينطلقون في تنفيذ مبادراتهم معتمدين على قدرات وطاقات المجتمع المحلي، وسيعملون على تكريس تعاون بناء مع مراكز تعليم الكبار في مديرياتهم، وأن تتويج العمل الفعلي سيكون من خلال  تنظيم مهرجان ختامي بمشاركة شعبية ورسمية واسعة؛ منتصف أيلول القادم. حيث سيقوم  المبادرون الملهمون بعرض نماذجهم وتجاربهم التعليمية المختلفة، وتعميم أفكارهم على المجتمع المحلي لنشر وتعزيز مفهوم تعليم الكبار.

جدير بالذكر أن هذا التدريب يأتي في سياق مشروع "مبادرون من أجل تعليم الكبار" الذي تموله مؤسسة التعاون الدولي التابعة للجمعية الألمانية لتعليم الكبار (DVV)، والذي يعتبر باكورة تعاون بين المؤسستين.

 

حرره: 
ع.ن