سامي عنان الرئيس المصري القادم

بقلم: بوعز بسموت

إن الثورة المصرية التي بدأت في كانون الثاني 2011 ما زالت في ذروتها. ونحن نعيش اليوم في نتائج المعركة الثانية التي لم تنته بعد. أما الممثلان اللذان أديا دور الرئيس وهما مبارك ومرسي فقد أنهيا دوريهما. وسيبقى الجيش الذي هو الممثل الرئيس سيبقى كذلك الى نهاية المسرحية، حتى بعد أن يصعد الى المسرح رئيس جديد. ويضاف الى مسرحيتنا ايضا ممثل جديد (ليس نجما)، وهو محمد البرادعي الذي كان يرأس في الماضي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مرت مصر بنهاية اسبوع عنيف. وسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى في صدامات دامية في القاهرة والاسكندرية، فالاخوان المسلمون لا يتخلون. وتُبين الصور التي ظهر فيها شاب يُطرح من سطح مبنى على أيدي مؤيدي مرسي وهم يرفعون علم القاعدة أي احتمال مأساوي لمسرحيتنا.

وأرادت مجموعة جهاديين في شبه جزيرة سيناء ان تُذكر العالم بأنهم في الصورة ايضا. إن اغتيال رجل الدين القبطي في العريش اشارة خفية الى اعمال ارهاب وانتقام متوقعة في مصر. وقد وقف البابا القبطي ثيودورس الثاني يؤيد المعارضة ويؤيد الضباط في يوم الاربعاء. وكان رجل الدين المسكين ذلك أول من دفع الثمن.

إن الاخوان المسلمين لا ينوون التخلي عن الانتخابات التي سُرقت منهم، كالشباب الليبراليين بالضبط الذين لم يتخلوا عن الثورة التي سُرقت منهم.

إن جميع الاحزاب الاسلامية في العالم قلقة وتعبر عن احتجاجها على ما يجري في مصر، ويشمل ذلك اردوغان: فرسالة ثورة القاهرة الثانية هي ان الديمقراطية مرغوب فيها، لكن بشرط ان يفوز الطرف الصالح. والاخوان المسلمون هم الطرف الشرير كما كانت الحال في الجزائر في كانون الاول 1991 بالضبط.

يثير هذا في واقع الامر علامات سؤال عن مشاركة الاخوان المسلمين في المستقبل في الجهاز السياسي. فاذا ضموهم فانهم يخاطرون بأن يفوزوا (كما في مصر وتونس) واذا أبقوهم في الخارج عادوا الى ايام مبارك. وقد يكون هذا جيدا للأمن لكن ليست هذه ديمقراطية.

تعلمت المعارضة الليبرالية دروس الماضي واختارت أقل بنيها قوة حضور. فالبرادعي رمادي ولا يهدد الضباط وسائر الفلول السياسية، وهو من اجل ذلك بالضبط مرشح لرئاسة الوزراء.

إن أحداث القاهرة تورط الادارة الاميركية لأنه اذا كان الحديث عن انقلاب عسكري فيجب على الولايات المتحدة ان تغلق حنفية المساعدة المالية لمصر وهي 1.3 مليار دولار كل سنة بحسب قانون من 1961، ولهذا ينسقون بين الصيغ فيتفق الجميع على ان الحديث عن ثورة شعبية حصلت على مساعدة من جيش الشعب. ويتولى الجيش زمام الحكم ويُصرف البرادعي المدني أمور الحكومة تحت رقابة عسكرية ويتم تحويل المال المصري الى مصر.

يبدو انه يوجد سبب للقلق حقا عند جيران مصر الذين يحاذون شبه جزيرة سيناء. كان اوباما وكيري يستجمان في نهاية الاسبوع، فكان أحدهما يلعب الغولف والآخر يُبحر في يخت وهذه أنباء سيئة لمصر. فقد أصبحت تثير اهتمام القوة العظمى الاولى في العالم بقدر أقل.

ستعود مصر الى عظمتها فقط اذا أصبحت نموذج مسار ديمقراطي وعاد المدنيون الى تولي قيادة الدولة. ولما كان هذا لن يحدث غدا كما يبدو فان من سيُخلص العجلة المصرية من الوحل سيكون مبارك جديد أكثر ملاءمة لروح العصر (أكثر ليبرالية وأقل فسادا).

إن مخرج مسرحيتنا يجمع الآن لاعبين جددا لغرض ان يجد النجم الذي يؤدي دور الرئيس الجديد. ويجب ان يكون المرشح مقبولا عند من يمثل الجيش. إن سامي عنان، وهو رئيس اركان الجيش المصري السابق، مرشح مناسب للمنصب من بين أولئك الذين نحوا مبارك. سيخلع الضابط بزته العسكرية ويصبح الجميع راضين ما عدا الاخوان المسلمين كما كانت الحال بالضبط في عهد مبارك.

حرره: 
م . ع