الاتحاد الأوروبي وتبريرات الاحتلال الإسرائيلي

بقلم: شمعون شيفر

لن يتأثر رؤساء دول الاتحاد الاوروبي، كما يمكن أن نفرض، تأثراً خاصاً، ولن تخيفهم التصريحات الحماسية التي تصدر عن إسرائيل على أثر التوجيه الذي صدر عن مقر الاتحاد الى التشديد على عدم شمل المستوطنات، التي هي وراء خطوط 1967، في المستقبل في اتفاقات مع دول الاتحاد الاوروبي الـ 28.

يجب ألا يفاجأ أحد في جهازنا السياسي، فالأوروبيون لم يخفوا موقفهم الحازم من استمرار البناء في "المناطق" والاعتراض على الجمود في المسيرة السياسية مع الفلسطينيين في ولاية نتنياهو الماضية لرئاسة الوزراء، وما كان يُرى فقداناً لأدنى احتمال لاستئناف الاتصالات من أجل تسوية.

فحص سفير أوروبي رفيع المستوى في الأشهر الأخيرة عن سؤال كم من أعضاء الكنيست يؤيدون فكرة الدولتين، إسرائيل الى جانب فلسطين، باعتبارها الحل المعقول للصراع بين الشعبين. وقال لي هذا السفير: "وجدت في المحصلة العامة انه لا يوجد أكثر من عضوي كنيست في الكنيست الحالية يؤيدان فكرة الدولتين". عضوا كنيست لا أكثر. وأراد مندوب آخر للاتحاد زارنا هنا في الآونة الاخيرة أن يعلم لماذا لا يُظهر الإسرائيليون أي اهتمام بما يحدث لملايين الفلسطينيين في الضفة وفي غزة. فأجبت: نفضل أن نحيا في إنكار.

من المؤسف ان نتنياهو فضل أن يرد بلغة هجومية ليس وراءها أي شيء. تعالوا نراه، اذ يتبين أن الأوروبيين سيستمرون في تطبيق التوجيهات التي قد تضر بمخصصات بحث تبلغ مئات ملايين اليوروهات مساعدة للصناعة الإسرائيلية. ما الذي يقترحه علينا نتنياهو في واقع الامر؟ الدم والعرق والدموع والعودة الى ايام التقشف والعزلة الدولية.

كانت الكتابة على الجدار: فقد حذرت المستويات المختصة في وزارة الخارجية مما قد يحدث للعلاقات مع الأوروبيين.

حاولت المستشارة ميركل ان تقنع نتنياهو بأن يُظهر مبادرة، وإلا فلن يمكن وقف التسونامي في علاقات الأوروبيين بإسرائيل. وفي المانيا، وهي أهم صديقة لإسرائيل في اوروبا، نشأ جيل من الساسة لم يعد مستعدا للاعتذار ولقبول إسرائيل كما هي بسبب ذنب المحرقة فقط. ونشأ جيل جديد من الاوروبيين يتوقعون منا ان نبادر وان نقترح اقتراحات حقيقية للتسوية وان نتوقف عن الحديث عن معاداة السامية وعن أنه لا حق لهم في ظاهر الامر في أن يعظونا بالاخلاق.

ونقول بعبارة اخرى: انه حينما أعلن اوباما ان التسوية مع الفلسطينيين ستقوم على حدود 1967 كان يقصد ذلك. فمن اقترح تسوية اخرى فليقم الآن وليعرضها على العالم.

تُرى إسرائيل أنها الطرف القوي في الصراع مع الفلسطينيين، ولهذا فإن المطالب المطلوبة منها شاملة.

وفي الخلاصة، فان العقدة التي انكشفت الآن مع اوروبا تحتاج من نتنياهو الى اتخاذ قرارات تاريخية لا تصريحا آخر يناسب مدير قسم في مكتب حكومي عندنا لا زعيم دولة.

إن مَن يتوقع ان يساعده العالم في جهد منع ايران من الحصول على السلاح الذري يجب ان يستجيب لتوقع العالم ان يسلك سلوكا مختلفا في "المناطق". "يتسهار مقابل نتناز وفوردو"، وهما موقعا التطوير الذري الايراني، ليس شعارا فقط من عقل خلاق بل هو معادلة تُلزم الطرف الإسرائيلي ايضا.