موقف الاتحاد الاوروبي بسبب قصور حكومة نتنياهو

بقلم: باراك رابيد
المفاجأة كانت الكلمة الاساس في النقاش العام الذي دار في الايام الاخيرة بالنسبة لعقوبات الاتحاد الاوروبي ضد المستوطنات. مفاجأة في وزارة الخارجية، مفاجأة في مكتب رئيس الوزراء، ومفاجأة في الرأي العام الاسرائيلي. ولكن يبدو أن استخدام كلمة مفاجأة ليس مناسبا. كل حديث عن المفاجأة هو تغطية للقفا في أفضل الاحوال وتضليل للجمهور في أسوئها. فاذا راجعنا ما حصل في السنوات الاربع الاخيرة في علاقات اسرائيل والاتحاد الاوروبي، في كل ما يتعلق بالجمود في المسيرة السلمية وسياسة البناء في المستوطنات، سنرى أن العنوان كان على الحائط، التعبير الاكثر مناسبة هو يجب أن يكون القصور، او الادق ثلاثة قصورات.
القصور التكتيكي:
من ناحية الدبلوماسيين في السفارة الاسرائيلية في بروكسل، تشخيص خطوة سياسية مثل العقوبات ضد المستوطنات يشبه التحذير من الحرب مع سورية من جانب وحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية. ومع ذلك، فان السفير دافيد فيلتسر وفريقه فشلا في رفع المعلومة الاستخبارية في الوقت المناسب. قيادة وزارة الخارجية هي الاخرى فشلت. ففي وزارة الخارجية يعرفون على الاقل ستة أسابيع عن ان الاتحاد يعمل على خطوة في موضوع المستوطنات، ولكن مر زمن طويل جدا الى أن فهموا كامل معانيها.
القصور العملي:
اهمال السلك الدبلوماسي الاسرائيلي والمعاملة المخزية التي يتلقاها الدبلوماسيون من الحكومة ليسا ذريعة. ومع ذلك، فمنذ سبعة اشهر لا يوجد لاسرائيل وزير خارجية بوظيفة كاملة. ومع ان نائب وزير الخارجية زئيف الكين رجل كفؤ، جدي ومتعدد القدرات، ولكنه ليس شريكا في معظم المداولات التي تجري في المجلس الوزاري. ولما كان ليس وزيرا، فان صلاحياته أضيق وتأثيره بشكل طبيعي محدود. نتنياهو وإن كان احتفظ بحقيبة الخارجية في الاشهر السبعة الاخيرة، ولكنه لم يهتم بكثير من المسائل السياسية التي يكرس لها وزير الخارجية معظم وقته، اضافة الى ذلك، فانه اقصى وزارة الخارجية، اقصى رجالها عن المداولات، تجاهل أوراق الموقف التي طرحوها واعتمد على ضباط الجيش ورجال الاستخبارات. كما أن نتنياهو أهمل شبكة العلاقات مع الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء فيه. في حكومته السابقة تباهى نتنياهو بلقاءات قمة بين حكومة اسرائيل والحكومات في اوروبا. ولكن خلف الصور الاحتفالية كان هناك حوار عليل عديم الحميمية والثقة المتبادلة.
القصور الاستراتيجي:
في السنوات الاربع الاخيرة يحاول الاتحاد ان يشرح بكل سبيل ممكن كم هي ضارة سياسة الاستيطان الاسرائيلية. عشرات التنديدات بالبناء في المستوطنات، عشرات المكالمات الهاتفية واللقاءات التي شرح فيه زعماء اوروبيون لنتنياهو معارضتهم لبناء المستوطنات، وما لا يقل عن خمسة بيانات مشتركة لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي تحدثوا فيها صراحة عن خطوات ضد المستوطنات. وفي نفس الوقت، كانت عيون معظم وزراء حكومة نتنياهو السابقة، وتقريبا كل وزراء حكومته الحالية تمتنع عن رؤية اي درك اسفل تدهورت اليه مكانة اسرائيل الدولة. لقد تنافس وزراء الليكود في ما بينهم من سيخدم باخلاص اكبر لوبي المستوطنين.
بينيت ووزراء حزبه تنقلوا بين كبت أو عدم فهم الواقع، وبين محاولة خلق واقع جديد لدولة واحدة للشعبين، ولبيد فضل اهمال الموضوع الفلسطيني والانشغال بتجنيد الاصوليين.
لقد رأى نتنياهو المشاهد وسمع الاصوات ولكنه فضل التجاهل والاكتفاء باقوال عليلة عن الالتزام بحل الدولتين. وشرح رجاله بان بيانات الاتحاد غير ملزمة، وانه لن تكون للاوروبيين الشجاعة لعمل شيء حقا. وحتى عندما فهم رئيس الوزراء الواقع فانه لم يتأزر بالشجاعة ليتخذ اعمالا تسمح لاصدقاء اسرائيل في اوروبا البقاء هكذا. هذا هو القصور الاكبر من بين كل القصورات. في نهاية النهار لا يمكن لنتنياهو ان يتهم غير نفسه.
هآرتس