الفلسطينيون يفضِّلون الأمم المتحدة على التفاوض

بقلم: بوعز بسموت
"نحن لا نسارع الى اتخاذ قرارات"، هذا ما تم اقتباسه، أمس، في صحيفة "نيويورك تايمز" من كلام عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي. "نحاول ان نتصرف بمسؤولية وحكمة"، أضافت وأعلنت قائلة: "لسنا في ضغط". والترجمة البسيطة لكلام المتحدثة الفلسطينية ذات التجربة هي: نحن مُراودون فلماذا نُسرع؟.
نجح وزير الخارجية جون كيري في ان يقتنع بأن نتنياهو جدي. واقتنع معه ايضا تسعة وزراء خارجية من الجامعة العربية، ومنحوا تجديد التفاوض "دعما كاملا". تريد الولايات المتحدة وتريد اسرائيل ويريد العرب، لكن الفلسطينيين وحدهم يتظاهرون بأن الوصول اليهم صعب. وقد ينبع ذلك من أنهم لا يصدقون نتنياهو ولا يصدقون كيري ولا يصدقون العرب أنفسهم. وهذا حقهم، لكن هؤلاء هم الثلاثة الذين يستطيعون ان يؤدوا بهم الى دولة، لكنهم ليسوا في ضغط، ألم ينتظروا من قبل 65 سنة.
يجب ان نفهم ان الفلسطينيين يطمحون الى مباحثة/ مواجهة اسرائيل في ميدان آخر وهو الميدان الدولي. هناك في مكان لا يطلب فيه أحد منهم شيئا ويزعم دائما ايضا أنهم على حق. ويفضل الفلسطينيون انتظار الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول حيث ثبت هناك ان لهم كثرة ساحقة. وهناك مؤسسات مثل المحكمة الدولية في لاهاي أو الاتحاد الاوروبي تغمزهم أكثر للتباحث في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. إن الفلسطينيين لا يضيعون فرصة لاضاعة الفرصة مرة اخرى، كما قيل أكثر من مرة من قبل. تحدث رئيس الوزراء نتنياهو في خطبة بار ايلان عن دولتين للشعبين، وما زال أبو مازن لم يُسمع خطبة "بير زيت" التي يعترف باسرائيل فيها بأنها دولة اليهود. ومع كل ذلك فان اسرائيل لم تُثر ذلك قط باعتباره شرطا مسبقا للتفاوض. حينما يكونون مضغوطين حقا يجلسون أولا. لكن "لسنا في ضغط".
لم يكن الفلسطينيون راضين أمس، وأذاعوا ذلك لكل من أراد ان يسمع فقط: لأنه كيف تُجدد المفاوضات دون التزام اسرائيل بتجميد المستوطنات، وكيف يعودون بعد ثلاث سنوات الى مائدة المحادثات دون ان تلتزم اسرائيل بالعودة الى حدود 1967؟.
قد يكون أبو مازن واحدا من القليلين الذين يريدون حقا تجديد المفاوضات. فربما أدرك الزعيم المتقدم في السن ان الجمود يقوي حماس فقط. وفهموا في القدس هذا كما ينبغي ان نأمل. وليس التفاؤل في الشرق الاوسط ايضا موجودا، ويُفضل الى الآن الحفاظ على وهم ربما يفضي – ومن يعلم – الى مفاجأة ما.
ويأمل جون كيري ان تنجح رحلته السادسة منذ شهر آذار الى المنطقة في تحريك المفاوضات. والفلسطينيون يلزمهم شكر كبير له. ففي فترة اعترفت فيها حتى صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه ليس من المؤكد ان القضية الفلسطينية يجب ان تكون في مقدمة التفضيلات، عادوا في فترة الاحداث في سورية ومصر الى العناوين الصحفية. إنهم يفضلون بالطبع العنوان الذي منحهم إياه الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع على ذاك الذي يفترض ان يقدمه كيري اليهم.
تبين على مر السنين ان الفلسطينيين مدمنون لاثارة الانتباه. يجب عليهم ان يغيروا التوجه بحيث يصبح قدرا أقل من العناوين الصحفية وقدرا أكبر من الدولة، "لكنهم ليسوا مضغوطين".
إسرائيل اليوم