نتنياهو ينهي "التجميد الصامت" في المستوطنات

بقلم: نداف شرغاي
إن كون الأمر متأخراً أفضل من ألا يكون أصلاً. يجب ان نبارك لرئيس الوزراء ووزير الاسكان لأنهما قررا آخر الامر كسر فترة الجليد والتجميد الصامت الذي استمر شهوراً طويلة، وان ينشرا مناقصات لبناء 793 شقة في أحياء وراء الخط الأخضر في القدس، فالقدس شديدة الرجاء لهذه الشقق ولأكثر منها.
يكفي معطيان كي نُبين كم هو حيوي قرار استئناف البناء في القدس ومبلغ صعوبة ازمة السكن في المدينة: الاول أنه انتهى في سنة 2012 في القدس كلها بناء 1200 وحدة سكنية فقط منها 43 فقط (!) في أحياء المدينة وراء الخط الاخضر حيث يسكن نحو من 200 ألف ساكن (أي نحو 42 في المائة من سكان القدس).
والثاني انه يُبنى في السنوات الاخيرة في المدينة في المعدل 1000 – 1500 وحدة سكنية، في حين ان الطلب السنوي يبلغ نحو 4500.
فالحديث يدور عن عجز متراكم سنين عديدة، يؤثر ايضا في ميزان الهجرة السلبية في المدينة. إن نحو 18 ألف يهودي يتركون المدينة في كل سنة وذلك في الأساس لأنه ليس فيها شقق للسكن.
ويؤثر ميزان الهجرة السلبية بالطبع في الأغلبية اليهودية التي يتضاءل عددها أكثر فأكثر في كل سنة.
نأمل ان يكون القرار، أول من أمس، الذي هو قطرة في بحر احتياجات العاصمة الكبير، علامة وسمة لما سيأتي. في وزارة الاسكان مستعدون لنشر مناقصات لبناء آلاف الوحدات السكنية الاخرى في المدينة، ويأملون هناك بإحلال البناء ايضا في المنطقة E1 بين معاليه ادوميم والقدس. وإن هذه الخطة بخلاف أنباء كثيرة نُشرت لم يتم الدفع بها قدما، بل إنها لم يتم إيداعها.
يعلم نتنياهو جيداً ان القدس لن تُقدم لنا على طبق من ذهب، وإنه من أراد التمسك بها والحفاظ عليها موحدة فيجب عليه ان يبني بها كثيراً. وقد تم الامر، أول من أمس، بتنسيق غير رسمي مع الولايات المتحدة. وستوجد هذه المرة أيضا تنديدات رسمية، لكن الأميركيين من وراء الستار يتفهمون الحاجة الاسرائيلية الى معادلة القرار الذي لا يقبله العقل وهو الافراج عن "المخربين" القتلة مقابل استئناف المحادثات.
يجب مع ذلك ان تُقال الحقيقة وهي ان الأمرين يجب الا يكونا مربوطين ببعضهما. في المستقبل حينما سنبني في القدس سنحتاج الى خصام مع العالم والمعاناة من عقوبات وتنديدات، لنصبح غير ذوي شعبية، لكن من اجل القدس – والتي هي المجسدة الأبرز لهويتنا وذاكرتنا الدينية – القومية والتاريخية – يحسن ذلك.
سيستقبل أبو مازن ورفاقه في السلطة الفلسطينية في الايام القريبة أول مجموعة من "المخربين" المفرج عنهم في جو لم يتغير. فالتحريض القاسي على اسرائيل في السلطة مستمر وكأنه لا توجد محادثات، والمحادثات مستمرة كأنه لا يوجد تحريض. ويكفي أن ننظر نظرة خاطفة في موقع "نظرة الى الاعلام الفلسطيني" كي ندرك قوة الكراهية والتحريض وسلب دولة اسرائيل شرعية وجودها بصفتها دولة يهودية هناك حتى في الاسابيع الاخيرة. ولهذا فان الافراج عن "المخربين" دون أن يكف الفلسطينيون عن ذلك هو بمنزلة خطيئة.