إعلان البناء.. ورقة مساومة إسرائيلية للأوروبيين

بقلم: أمنون لورد
بعد أن عرقل الفلسطينيون، في ولاية نتنياهو السابقة، المفاوضات بمعونة عناد الرئيس اوباما، يبدلون الجواد الآن. جواد الفلسطينيين في الولاية الحالية هو الاتحاد الاوروبي. من خلال خطوات الاتحاد المناهضة لاسرائيل، يواصلون القتال ضد إسرائيل. هذا هو السياق الذي في إطاره ينبغي لنا أن نرى قرار الحكومة ارفاق بدء المفاوضات بقرار ببناء 1200 وحدة سكنية في "يهودا" و"السامرة". خسارة فقط ألا نرى وجه اوروبا البشع، اي كاترين اشتون، في الوقت الذي تسمع فيه ان الاسرائيليين مرة اخرى يعربدون بمستوطناتهم.
رسالة اسرائيل واضحة: اوروبا، مع خطوات المقاطعة المناهضة لاسرائيل، تمس بالسلام، وهذا هو رد فعلنا. اسرائيل ستسير حتى النهاية بالنسبة للمفاوضات مع الفلسطينيين وستبقي لهم الخيار اذا كانوا سيأتون الى جولة المحادثات التالية. اللقاء الاول سيعقد غدا. ويبدو أن هذا هو السبيل الوحيد لانزال الاوروبيين عن حملتهم المناهضة لاسرائيل. الايضاح لهم بانهم يهدمون السلام بأيديهم. حقيقة ان محللين من اليسار يلقون مسبقا بالتهمة على اسرائيل لن تجدي نفعا هنا.
في كل الاحوال، تغطي جلبة البناء جيدا، في سحابة غبار اعلاني ودبلوماسي، على قرار تحرير الدفعة الاولى من السجناء المدانين بـ "الارهاب". لقد نجح رئيس الوزراء نتنياهو في أن يقع طريح الفراش في توقيت خرج مناسبا. قررنا، وانتم الان، يا سادتي الوزراء، ستبدأون بفهم معنى المسؤولية الجماعية لوزراء الحكومة. لن تتمكنوا من التملص. يبدو أن كمية وحدات السكن التي تقررت يمكنها أن تشكل ايضا ورقة مساومة جزئية اذا ما دارت مساومة ما بين اسرائيل واوروبا على قرار مقاطعة المستوطنات. فالأوروبيون، كما ينبغي العودة للذكر، اتخذوا خطوة لا يمكن لاي حكومة ان تقبلها، وقد فعلوا ذلك عن قصد. لا توجد حكومة تبدأ في التأشير على "هار حوتسفيم"، "المبكى"، "غيلو" وباقي الأحياء في شرقي القدس. الخطوة الأوروبية جديرة بالفعل في أن تبعث ذكريات سوداء. فهي تشبه المقاطعة التي فرضها النازيون على محلات اليهود في المانيا في العام 1933. ما أن اغلق دكان القبعات لفينكلشتاين، حتى طال جدا الطابور في الدكان المجاور لهاينتس. فقد شطبوا المنافسة. ويجدر بنا أن نفترض بان هذا ايضا ما يفعله الاوروبيون اليوم. فهم يشطبون المنافسة الاسرائيلية على باحثيهم، الذين ينتظرون التمويل. المنافسة على مال بروكسل تتقلص.
هل القرار بالبناء هو ذات الركلة تحت الحزام التي وعد بها كبار المسؤولين في الحكومة، الاسبوع الماضي؟ ليس مؤكدا. ولكن من الواضح أنه سيجبر جون كيري على ممارسة الضغط على كاترين اشتون، وذلك لانه اذا لم يتراجع الاوروبيون سنرى بان المحادثات مع الفلسطينيين ستتفجر في وقت مبكر اكثر مما في وقت متأخر، ومجموعة السجناء الحالية ممن سيتحررون ستكون الأخيرة أيضاً.