الأمل اليهودي في مواجهة الحلم الفلسطيني

بقلم: حاييم شاين
خدمت نشرة أخبار القناة الثانية سكان دولة اسرائيل خدمة مهمة بعرضها على الشاشة "مخيمات السلام الصيفية" للأولاد في قطاع غزة و"يهودا" و"السامرة"، وهي مخيمات تنفق عليها الامم المتحدة مساعدة للاجئين. ويقول الاولاد في المخيمات وينشدون ويرسمون حقيقتهم الواحدة والوحيدة وهي أنهم يريدون العودة الى القدس ويافا واللد وبيت دجن ويفنة والى ساحل تل ابيب في الأساس الذي أخذه الذئاب اليهود من جدهم وجدتهم. ويتربى في هذه المخيمات أبناء الجيل التالي من الشهداء و"المنتحرين" و"المخربين".
لا تستطيع ألف ابتسامة من أبو مازن وكلام عريقات المعوج ان تخفي الحقيقة الأساسية وهي ان حق العودة والسيطرة على القدس هما الموجودان في مركز النزاع التاريخي بيننا وبين العرب الذين يسمون فلسطينيين. إن الاولاد في مخيمات اللاجئين وموجهيهم الجهاديين لا يُبدون أي اهتمام بالمستوطنات؛ فالانشغال بارئيل وبيت إيل شأن اسرائيلي داخلي.
وهم معنيون بتل ابيب والقدس ويجعلونهما في مقدمة أشواقهم.
ومن المنطق ان نفرض ان الوزيرة تسيبي لفني ايضا لن توافق على ان يعود بالقرب من بيتها، الذي تسكنه في منطقة الشيخ مؤنس (رمات أفيف اليوم) والى منطقة قبيلة أبو كشكش (رمات هشارون) مئات الآلاف من الفلسطينيين.
سيوافق اليسار الراديكالي فقط على الاعتراف بحق العودة بشرط أن يُحقق هذا الحق في الأحياء الجنوبية من تل ابيب حيث تحيا هناك افريقيا المتجددة.
برغم وجود فروق جوهرية وأساسية توجد خطوط تشابه صورية على الأقل بين الأمل اليهودي الذي عمره 2000 سنة في العودة الى الوطن والحلم الفلسطيني الجديد والشاب. وحينما يدعي أملان قوميان ودينيان الحق في قطعة الارض نفسها، بحماسة، لا يستطيع أي تفاوض في المصالحة ان يتحقق. إن الخصام الحقيقي هو حول سؤال من هم الوارثون الشرعيون لأبينا ابراهيم الذي حصل على الوعد الالهي بـ "أرض اسرائيل".
وهو خصام بين أبناء اسحق وأبناء اسماعيل.
ومن المعلوم ان الخصومات داخل العائلة على التركة تستمر احيانا حقباً كثيرة وتمتد الى الأبد.
إن جون كيري وكاثرين آشتون وفرسان السلام الاسكندنافيين لن ينجحوا أبدا في فهم معنى الجدل التاريخي في القدس وارض اسرائيل.
وستنتهي ولايتهم لاعمالهم قبل ان يتغلغلوا الى عمق الفهم الميتافيزيقي للمواجهة القديمة.
إن الحديث بالنسبة اليهم عن عقار يمكن ان يباع ويُشترى. لكنهم غير مستعدين للنزول عن متر مربع واحد من مساحة دولهم لأجل سلام عالمي.
في الصراع بيننا وبين العرب الذين يسمون فلسطينيين سينتصر من يكون مصمما وقويا ومؤمنا وعنيدا ومستعدا للحرب.
وفي تاريخ حياتنا في هذه البلاد سنعيش على السيف أبدا كي يأكل الأبد السيف.
إنها حربنا الكبرى التي لا مناص منها منذ مطلع بزوغ الصهيونية وادراك ان اليهود بلا دولة اسرائيل القوية يشبهون قطيع أغنام يحاول البقاء بين سبعين ذئبا، بعد المحرقة الفظيعة.
ليس الجدل في حدود 1967 بل في حقنا الأساسي في ان نعيش أحرارا في ارضنا في أمن وسلام. ويلوح اليسار الاسرائيلي على الدوام بميزان الرعب الديمغرافي؛ ويوجد عند العرب الذين يرأسهم "منكر محرقة" حل من مدرسة عرفات: القضاء على الديمغرافية اليهودية. ومن المؤسف انه يوجد بين ظهرانينا يهود أخيار مستعدون للمساعدة على حل الانسحاب الخاسر. ولا يوجد شيء أخطر من السذاجة المقدسة في الشرق الاوسط.