مطلوب فصل تام بين الشعبين

بقلم: شالوم يروشالمي
كلنا عملنا مع نضال يوميا. فلم يبدِ علائم كراهية لليهود، بل العكس′، هكذا قال مالك مطعم ‘تساحي للحوم’ من بات يام في منتهى السبت، بعد أن علم بان عامل المطعم، نضال عمار، هو في واقع الامر قاتل مقيت، جر الجندي تومر حزان الى قريته بمعاذير عابثة، وهناك القى به في بئر ماء. وفي اثناء اليوم أجاب مالك المطعم بان عمار كان يحمل تصريح عمل. وأمس قالت محافل في الشرطة بانه لم تكن لديه تصاريح كهذه. وفي الايام القريبة القادمة سنعرف.
ولكن الموضوع أكثر تعقيدا بقليل والمأساة أكثر عمقا بكثير من أن تحل بواسطة تصاريح مكوث كانت أم لم تكن لدى القاتل من بيت أمين. فالواقع الرهيب الذي نشأ بين الشعبين يستدعينا جميعا الى مسؤولية أكبر بكثير. ينبغي أن نفهم ان كل فلسطيني يجتاز سور الفصل كي يعمل في اسرائيل يحمل معه شحنة عداء تجاهنا، بشكل طبيعي. من نهض في الواحدة ليلا، كي يصل الى الحاجز في الثانية فجرا، ونام على الكراتين كي يحتل مكانا في الطابور الى القفص الذي قد يدور به في الطريق الى تل أبيب او القدس لا يخرج الى مكان عمله فرحا وبقلب طيب.
ان الفلسطينيين الذين يصلون الى اسرائيل يعرفون جيدا لماذا هم هنا، مع تصريح أو بدون تصريح. هم قوة عمل رخيصة نحن نستغلها قرابة خمسين سنة كي يقوموا بدلا منا بالاعمال الحقيرة، التي نتملص منها نحن. انفتاحنا تجاه الفلسطينيين ورغبتنا في أن نشغلهم هما في واقع الامر استغلال لاناس في ضائقة، يسعون الى اعالة عائلاتهم بكل ثمن ومستعدون للقيام باي مهمة، من دون بدل صحة ومن دون صندوق تقاعد. ان الفلسطيني الذي يترك موقع البناء في كفار سابا في الساعة الثامنة مساء بعد يوم عمل في ختامه يحصل على 120 شيكلا نقدا، يشتمنا كل الطريق الى قلقيلية. نحن ايضا كنا سنتصرف هكذا لو كنا في الوضع المعاكس.
ولم نقل بعد كلمة عن الوضع ثنائي القومية، عن الكراهية في أعقاب الاحتلال، عن الاحساس بالظلم، عن التحريض الذي تشحن به السلطة الفلسطينية سكانها كل يوم، عن اليأس من كل حل سياسي، وعن الاف السجناء الذين يشجعون اخوانهم واصدقاءهم على اختطاف جنود كي يحرروهم. هذا ليس وضعا يجتاز فيه سكان فرنسيون كل صباح الحدود غير المرئية كي يعملوا في ألمانيا. ان الفلسطيني الذي يصل الينا من السلطة، من مجتمع يعيش صراعا شديدا تجاهنا، لا يبتسم حقا لشركائه في العمل في البلاد، إذ انه لا يزال لا يرى فيهم شركاء، بل اعداء. لعله اذا كان هنا سلام، فسيبدو كل شيء على نحو مغاير.
ان الفلسطيني الذي ينجح في التنكيل في هذا الواقع برب عمله اليهودي او باحد العاملين الاخرين، يعتبر بشكل عام بطلا في نظر ابناء شعبه. سمعت ابناء عائلة نضال عمار في قرية أمين، ولا سيما أمه، التي تحييه بذات القدر الذي تشجبه فيه. الاستنتاج السياسي هو كالتالي: طالما لا يوجد وضع سلام، او على الاقل تسوية مؤقتة، يجب القطيعة بين الشعبين. على الفصل ان يكون تاما، مثلما هو بين اسرائيل وقطاع غزة.
أعرف، ان الاسرائيليين سيصرخون إذ انه لن يكون لهم من يستغلونه، وان الفلسطينيين سيصرخون لانهم ملزمون بان يحققوا لانفسهم رزقا بكل ثمن. ولكن النتيجة محملة بالمصيبة. ومن يقول اننا سنشجع بذلك فقط الفلسطينيين على مزيد من العداء ومزيد من الارهاب اذا لم يكن لهم عمل في البلاد، نقول انه خسارة ان المليارات التي تتلقاها السلطة من كل العالم لا تدفعها لسكانها كي يبنوا دولتهم.