ألغاز تنتظر الحل

بقلم: يوحاي عوفر

قتل العقيد احتياط شريه (يايا) عوفر ليلة الجمعة في غور الأردن، هو الحالة الرابعة في سلسلة أحداث مختلفة وغير محلولة اللغز. وفي التحقيق في الأحداث تقرر في المرحلة الأولية أن الحديث يدور أغلب الظن عن عمليات نفذها "مخربون" فلسطينيون، ولكن يوجد عمليا بالأساس علامات استفهام أكثر مما توجد علامات تعجب.

وخلافا لما هو دارج، ففي الحدث في غور الأردن، مثلما في الحديث في "بساغوت" وفي الخليل، لم تعلن منظمات "الإرهاب" المسؤولية عنها. ويمكن لهذه الحقيقة أن تشهد على أنه في الحالات الثلاث، وكذا في قتل الجندي تومر حزان في "السامرة"، يدور الحديث عن شبكات محلية او منفذ منفرد للعملية. في قيادة المنطقة الوسطى يصرون على أن هذه ليست مسلسل أحداث، ويحرصون على عزل كل واحدة منها. وحسب محافل أمن رفيعة المستوى لا يدور الحديث عن بداية موجة "إرهاب". لم يتوفر خيط رابط بين الحالات، باستثناء غياب الإخطارات الاستخبارية أو إعلان المسؤولية.

تحليل ما يجري في السلطة الفلسطينية يبين أن الميدان لا يوشك على الانفجار، حالياً على الأقل. ولعله كان من الأصح تعريف هذه الأحداث، بسبب خلفيتها، كبداية انتفاضة شعبية – ولكن بالتأكيد ليس كموجة أحداث "إرهاب" منظمة مسنودة من فوق من قبل قادة المنظمات.

لقد نفذ عملية القتل في غور الأردن فلسطينيان، هكذا حسب شهادة أرملة عوفر. في الـ 48 ساعة الماضية منذئذ لم يتقرر نهائيا بعد هل هذه عملية ام حدث على خلفية جنائية. ولم تفحص بعد دوافع القتل. مدى دور خمسة فلسطينيين اعتقلوا في أثناء تمشيط "قوات الأمن" فحص في نهاية الأسبوع وليس واضحا هل يوجد لهم اي ارتباط بالاعتداء أم لا.

قبل نحو أسبوع، في حدث مشابه انتهى بشكل أفضل بكثير، أصيبت الطفلة نوعم غليك في بلدة بساغوت. ويعرف هذا الحدث كعملية إطلاق نار على أساس شهادة الطفلة وأبيها، ولكن بالمقابل فإن مكتشفات عثر عليها في الميدان وطبيعة الإصابة في رقبة نوعم تطرح إمكانية ان تكون هذه عملية طعن، وربما حتى على خلفية جنائية. في حدث آخر لم يحل لغزه بعد، قبل نحو أسبوعين ونصف أطلقت النار فقتلت في الخليل مقاتل جفعاتي غال كوبي. احد التصورات المطروحة جراء غياب طرف خيط استخباري في القضية هو ان كوبي قتل بنار قواتنا، وهي إمكانية تفحص في الأسابيع الأخيرة ولم تستبعد نهائيا بعد.

أول الأحداث في هذه السلسلة، والحدث الوحيد الذي حل لغزه جزئيا، هو قتل الجندي تومر حزان من قبل فلسطيني كان يعمل معه. هنا، خلافا للأحداث الأخرى، أعلنت "كتائب شهداء الأقصى" المسؤولية عن الحدث، ولكن مصداقية بيانهم ليست واضحة. في التحقيق مع المشتبه به تبين أن خلفية القتل وان كانت قومية وانه أراد أن يستغل الجثة كي يخوض مفاوضات على تحرير سجناء فلسطينيين، بمن فيهم أخوه، إلا أنه ليس واضحا ما الذي دفع حزان الى دخول الأراضي الفلسطينية، وادعت محافل رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي بعد القتل بأنه يحتمل أن يكون هذا حدثا بدأ على خلفية تفاعل جنائي بين الرجلين.

 

معاريف