تحرير سجناء شرط لعقد المفاوضات

بقلم: اوري اليتسور

 لقد استسلمت حكومة اسرائيل منذ عشرين سنة لضغط امريكي شديد، وتنازلت عن مطلبها بالمفاوضات من دون شروط مسبقة، ووافقت على تحرير مخربين كشرط لعقد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
برأي بعض من الشركاء الائتلافيين، كان هذا خطأ، ولكن القرار اتخذ والتعهد قطع، والكل يفهم انه لا يمكن الندم على هذا في منتصف الطريق. ورغم ذلك فان البكاء والاحتجاج مسموح لهم. وهو ليس مسموحا لمنظمات المعارضة، بل وللشركاء الائتلافيين ايضا. الجدال المحدد انتهى مع قرار الحكومة، ولكن الجدال المبدئي لا يزال على حاله، والنقاش الجماهيري عليه محظور أن يتم اسكاته. واليوم بالذات حيث بات واضحا كالشمس عدم جدوى هذه البادرة، فان من واجب المعارضين في الائتلاف ان يقولوا: ‘نحن شركاء في المسؤولية الجماعية، ولكننا نشارك في هذه الخطوة بحزن وبعدم رغبة، ونأمل في الا يتكرر هذا الخطأ في المستقبل’.
قبل أن تجري المفاوضات السياسية، لم تمتنع تسيبي ليفني وعمير بيرتس عن الاحتجاج والاعراب عن الاسف اليومي على أنها لا تبدأ، ولم يعتقد احد بان هذا يتناقض مع الشراكة في الحكومة. ولهذا فجدير بالشجب رد فعل ‘مقربي’ ليفني وبيرتس. قبل كل شيء، بسبب التكرار من التسعينيات لخطأ التحريض كوسيلة لكم افواه كل انتقاد من اليمين الى اليسار. لا تكتبوا كلمة ‘قتلة’ الى جانب أسماء وصور الوزراء المؤيدين للتحرير، يطالب بيرتس. هذا تحريض لان احدا ما من شأنه ان يفهم باننا نحرر قتلة. أحقا. اذا كنتم تحررون قتلة فواجهوا ذلك واشرحوا لماذا هذا صحيح، ولا تطمسوا الحقائق. فالكلام لا يقتل، هذه خدعة. واضح أنه يوجد خطر في حرية التعبير، مثلما يوجد خطر في حرية الحركة، ولكن الديمقراطية تعتقد ان الخطر في كم الافواه اكبر، وفي نهاية المطاف، وبالذات في الاماكن التي لا يسمح فيها بالكلام، يكون هناك عنف أكثر.
وليس أقل جدوى من ذلك شجب الاحبولة القذرة التي بموجبها، بسبب ضغط البيت اليهودي لعدم تجميد البناء في المستوطنات، اضطرت الحكومة رغم أنفها الى الموافقة على تحرير المخربين. هذه خدعة لا اساس لها من الصحة. احبولة من مصنع حزب الاحابيل الفاسد اياه. ونحن اعتقدنا ان ليفني غادرته واقامت شيئا جديدا. فلم تطرح في اي لحظة على الحكومة امكانية الاختيار بين هاتين الامكانيتين، ولا ريب أنه لو كانت امكانية للاختيار بينهما لكان نتنياهو اختار تجميد المستوطنات، وليس تحرير المخربين. ولكن احدا لم يترك له امكانية الاختيار بين هاتين الامكانيتين.
الحقيقة غير المريحة والمعروفة للجميع هي أن احدا ليس له توقعات عالية من هذه المفاوضات، واقل من الجميع هو ابو مازن. شيء واحد حقيقي توقع ان يحققه، ومن أجله كان مجديا له ألا يتنازل عن المزايا الكبرى التي منحه اياها الرفض الطويل: تحرير المخربين. كان هذا هو شرطه المسبق الحصري، وما كان يتنازل عنه حتى مقابل تجميد البناء في تل أبيب. مسموح الاعتقاد بان صفقة تحرير المخربين مقابل المفاوضات التي لا تسير الى اي مكان هي صفقة مجدية، وربما مع ذلك سيخرج منها شيء ما ولكن اذا كنتم لا تنجحون في الدفاع عن هذا الموقف فلا تخترعوا الخدع كبديل. الايام السيئة لكديما اجتزناها.

حرره: 
م.م