ما لن يحصل الآن، لن يحصل في المستقبل

بقلم: ياعيل باز- ميلميد 

لا يعرف اي صحافي حقا، بمن فيهم أكثرهم سمواً وصلات، ماذا يحصل في المحادثات بين الوزيرة لفني وبين عريقات. 

ليس لاحد أدنى فكرة عما يتحدثان، وهل توجد توافقات أم ربما يسير الامر نحو الانفجار. 

وحتى طبيعة التفويض الذي اعطاه نتنياهو للفني، ولا سيما ما يتوقع ان يحصل في هذه المحادثات، غير معروف. ما هو واضح أن الاثنين يلتقيان بصورة دائمة، واحيانا بضع مرات في الأسبوع ويتحدثان. قلة المعلومات هذه لا تمنع العديد من الصحافيين طوال الوقت من تقديم تقديرات "حسب مصادر اسرائيلية" في أن الامر يسير نحو الفشل، وان الفلسطينيين يشددون مواقفهم وشروطهم لتحقيق اتفاق، وانه من شبه اليقين أنه لن يخرج من هذه المحادثات شيء. 

قد يكونون محقين وقد يكونون لا. مراهنات. هذه كل القصة. المشكلة في حالتنا هي أن احدا لا يراهن على أنه سيخرج شيء من هذه المحادثات، والاخطر من ذلك هو ان احدا لا يكترث. في الغرف المغلقة تجرى المحادثات التي ستقرر مستقبل دولة اسرائيل. 

التسوية بيننا وبين الفلسطينيين ليست فقط ورقة. صحيح، ستتطلب تنازلات، ولكن اساسا تنازلات عن مناطق، وبالطبع عن عدد من المستوطنات المنعزلة. مقابل هذا الثمن ستصعد اسرائيل الى طريق جديدة وواعدة، تنزع عنها العبء الذي لا يطاق للاحتلال، والتهديدات المتكررة في ان ها هي تندلع انتفاضة اخرى، وبعدها واحدة اخرى. 
سيكون الازدهار الاقتصادي واضحا وملموسا، موقف العالم منا سيتغير تماما وربما أخيرا سيكون ممكنا معالجة المشاكل المشتعلة للمجتمع الاسرائيلي بجدية. مبدأ الدولتين للشعبين، اذا ما تجسد، سيكون الامر الافضل الذي يمكن أن يحصل لدولة اسرائيل. 

غير أنه ينبغي أن نستيقظ من هذا الحلم منذ الان. طالما كان نتنياهو رئيسا للوزراء، وزارة الخارجية محفوظة لليبرمان الى الابد ، و"البيت اليهودي" هو مدماك مهم في الائتلاف، من الواضح تماما أنه سيفعل كل شيء كي لا تحدث اي تسوية سياسية، ولا يعاد اي حجر وتلة جرداء الى السلطة الفلسطينية. 

لفني ليست قوية سياسياً بما يكفي كي تقاتل وحدها ضد "البيت اليهودي". ولا يزال، بعد كل التغييرات والتحولات التي طرأت هنا في السنتين الاخيرتين، فان المستوطنين ينتصرون على الجميع. 

وهم ينتصرون لأنه من الجهة الاخرى لا يقف أحد. هم وحدهم في المعركة على قلب ووعي المواطن. لا يوجد من يرد "الحرب"، لا في الكنيست، لا في الحكومة ولا في الجمهور الغفير الذي يؤمن بأن تسوية سياسية فقط يمكنها أن تجلب اسرائيل الى المكان الذي هي جديرة بأن تكون فيه. 

يؤمن، ويسكت. ونتنياهو يرى المشاهد، لا يسمع الاصوات، ويفهم بانه لا داعي للاجتهاد. حتى لو لم تكن تسوية، سيواصلون القول انه الواحد والوحيد، وليس له منافس، وبالتالي – ما له واغضاب اليمين؟ ما الضير في ولاية رابعة في رئاسة الحكومة، والتي فيها ايضا لن يحصل شيء؟ 

محادثات كالتي تجري اليوم، مع دعم اميركي جارف، مع ريح اسناد من الاتحاد الاوروبي ومع مندوبة اسرائيلية مصممة جدا، لن يكون أكثر منها. ما لن يحصل الان، لن يحصل في المستقبل المنظور، وهذا أغلب الظن ما تريده اسرائيل.