أبو مازن وعد كيري بعدم الانسحاب من المفاوضات

بقلم: باراك رابيد
اتصل مساء يوم الثلاثاء الماضي وزير الخارجية الامريكي جون كيري بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). وكانت خلفية الاتصال رسائل مقلقة بعث بها رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، منذ بضعة ايام على خلفية رد الفعل الحاد على البيان الاسرائيلي على موجة البناء في المستوطنات والذي صدر بالتوازي مع تحرير السجناء الفلسطينيين الـ 26. ‘
ويروي مسؤولون اسرائيليون كبار بانه قبل اسبوع من ذلك اطلع الفلسطينيون على أن اسرائيل توشك على نشر عطاءات جديدة لبناء فوري في المستوطنات. وكان رد فعلهم خليطا من العصبنة والاحباط. في أحد لقاءات المفاوضات مع وزيرة العدل تسيبي لفني ومبعوث رئس الوزراء اسحق مولخو هدد عريقات بانه اذا كان هناك نية لبناء مستوطنات جديدة فانه ورفيقه في الفريق المفاوض، محمد اشتيه، سيستقيلان على سبيل الاحتجاج.’
وفي لقاء آخر مع لفني ومولخو هدد عريقات بانه بعد يوم من البيان عن البناء سيعقد مؤتمرا صحفيا يعلن فيه عن الانسحاب من محادثات السلام. كذلك سمع المبعوث الامريكي مارتين ايندك التهديد بالاستقالة مباشرة من عريقات ومن الفريق الاسرائيلي المفاوض ايضا. وقد أوضح الرئيس محمود عباس لانيديك بان الفلسطينيين يتميزون غضبا من نية الجانب الاسرائيلي الاعلان عن انشاء مستوطنات جديدة، ولكنهم لن ينسحبوا من المحادثات.
ويوم الثلاثاء أيضاً عقد لقاء آخر بين فريقي المفاوضات الاسرائيلي والفلسطيني أوضح فيه للفلسطينيين بان اسرائيل ستعلن في الغداة عن البناء الجديد. ما ادى الى عضب عريقات الذي عاد وهدد بالاستقالة وبتفجير المحادثات. ورغب الامريكيون بالتأكد من أنهم لا يقفون امام أزمة خطيرة وسارع كيري الى الاتصال بعباس. ‘
وقال مسؤولون اسرائيليون وامريكيون أنه مثلما جاءفي اللقاء مع اينديك، والحديث مع كيري ايضا، اوضح عباس بان الفلسطينيين لا يقبلون البناء الجديد في المستوطنات ويرون فيه أمرا خطيرا، ولكنهم لن ينسحبوا من المحادثات. واشار ابو مازن الى أن الفلسطينيين تعهدوا للولايات المتحدة باجراء الاتصالات على مدى تسعة اشهر وهم يعتزمون الايفاء بكلمتهم.
ومع ان الفلسطينيين عرفوا بانه سيصدر بيان بناء المستوطنات، فانهم لم يقدروا بان هذا هذا البناء سيكون فوريا وتسريعا لتخطيط نحو 5 الاف وحدة سكنية. كما ان الامريكيين لم يفهموا بان الاعداد ستكون عالية بهذا القدر. وعندما نشرت الامور، يوم الاربعاء الماضي، اندلعت عاصفة في المقاطعة في رام’ الله. وطالب العديد من المسؤولين في اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف بالوقف الفوري للمفاوضات مع اسرائيل وبدأوا يهاجمون عريقات. ‘ ومساء يوم الخميس افادت القناة 10 ووكالة ‘معا’ للانباء بان عريقات رفع لابو مازن استقالته ولكن الاخير رفضها. ولكن الواقع كان مختلفا بعض الشيء. فقد أشار مسؤولون اسرائيليون الى أن عريقات لم يرفع كتاب استقالة، بل قال قولا عموميا في اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف.
وعلى حد قولهم، قال عريقات انه كان بحاجة الى المنشورات في وسائل الاعلام لاغراض فلسطينية داخلية. من جهة كي يخفف عنه ضغط رجال م.ت.ف ومن جهة اخرى كي يهدىء الانتقاد في الرأي العام الفلسطيني. ‘
عريقات هو من اقدم المفاوضين الفلسطينيين، وبذات القدر من أقدم المستقلين ايضا. وقد نشر الصحفي ماتيو كالمان في نهاية الاسبوع في مدونته ملصقة توثق عشرين سنة من استقالات عريقات من فريق المفاوضات. المرة الاولى كان في آب 1993. وبعد ذلك كانت عدة استقالات، ولكن عريقات لا يزال هنا.
وفي يوم الخميس ليلا، بعد العاصفة التي أثارتها المنشورات عن استقالة عريقات، سارع الى النفي. وبعده بوقت قصير نشر مسؤولون كبار في وزارة الخارجية ايضاحا خاصا بهم. فقد قال مسؤول امريكي ان ‘الفلسطينيين اوضحوا لنا بانهم باقون ملتزمين بالاتصالات حتى تسعة اشهر وهي الفترة التي اتفق عليها وهم يعتزمون المشاركة في المفاوضات التالية’.’
عريقات، لفني ومولخو سيواصلون اللقاء على الاقل في الاشهر الستة القريبة القادمة.
‘مسؤولون فلسطينيون كبار، مطلعون على المفاوضات مع اسرائيل، قالوا لـ ‘هآرتس′ ان قيادة السلطة والفريق المفاوض أعربوا في نهاية الاسبوع عن خيبة أمل عميقة من السلوك الامريكي في دفع المفاوضات الى الامام. وحسب هذه المصادر فان الاحساس الفلسطيني هو أن الولايات المتحدة تتصرف كراعية سلبية للمحادثات، ولا تتخذ موقفا يقيد اسرائيل، ولا سيما في بناء المستوطنات. وقالت: ‘الجميع يتذكر الدور النشط لكيري عشية استئناف المفاوضات. الرأي في القيادة الفلسطينية الان هو أن اسرائيل تحظى بيد حرة وان الامريكيين لا يحركون ساكنا’.
يوم الثلاثاء من الاسبوع القادم يلتقي ابو مازن مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري في بيت لحم ويعرض امامه المصاعب المتعلقة بالمفاوضات، ولا سيما استمرار البناء في المستوطنات. مشكلة اخرى يعرضها هي حقيقة الا يتمكن ‘في ختام فترة المفاوضات من أن يعرض على الشعب الفلسطيني أي انجاز هام.