كيف ينظر الإسرائيليون إلى أمريكا؟

بقلم: ايتان هابر

تعلمون من رئيس الحكومة فمن دونه ويعلم المستوطنون في يهودا والسامرة جيدا أن اقتراحا امريكيا لتسوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيأتي في يوم من الايام، وبحسب الافكار الامريكية في الـ 46 سنة الاخيرة لن يكون لـ 400 ألف مستوطن سبب للرقص فرحا.
كان الامريكيون يقولون لكل من أراد أن يسمع منذ اليوم السابع لحرب الايام الستة إنهم لا يعترفون بالمناطق التي احتُلت وحُررت واستولى عليها الجيش الاسرائيلي، وانهم لا يعترفون بالقدس عاصمة لاسرائيل وغير ذلك. بيد أنهم عندما لم يشاؤوا لا يريدون الاستماع. كان ليفي اشكول رئيس وزراء قصير المدة بعد الايام الستة ولم يفعل كثيرا، لكن كل رؤساء الوزراء تقريبا من غولدا مائير فمن بعدها خافوا حتى جسميا من المستوطنين في المناطق واختاروا تجاهل التحذيرات الامريكية. وقد قُتل وهو يحاول أن يأخذ في حسابه السياسة الامريكية.
كان الامريكيون دائما في نظر الاسرائيليين وقادتهم من الليكود وحزب العمل، بلهاء ومغفلين جازت عليهم الحيل التي جعلت قصر ثقافة في كرنيه تسفي ج بيت مساعدة للفقراء، وحيا جديدا في كرنيه تسفي 18 مخازن مؤقتة للبطانيات. وسكت الامريكيون ورأوا وسجلوا وتأثروا وصدرت عنهم هنا وهناك تنهدة أو اعلان تنديد غامض وانتقلوا بعد ذلك الى برنامج العمل. وفسرت حكومات اسرائيل وجهات الاستيطان صمت الامريكيين على أنه موافقة أو في اسوأ الحالات تقصير شخصي يبلغ مبلغ العجز.
وتجاهلهم زمبيش زئيف حفير، أكبر القائمين بالاستيطان في المناطق وبنى فوق كل تل وتحت كل شجرة نادرة. وكان الفرض وما زال أنه لم يتجرأ أحد على اجلاء آلاف وعشرات آلاف. هل 400 ألف؟ إنه كابوس، ربما في فينيكس، أريزونا لا في كدوميم وعوفرا وبيت إيل. إن 400 ألف هم بلدة متوسطة في الغرب الاوسط للولايات المتحدة. ولا يوجد في اسرائيل حتى اليوم وفي هذه اللحظات ايضا من يؤمنون بأن الامريكيين قادرون على أن يأمرونا بما نفعله. فنحن دولة ديمقراطية ومستقلة وحرة ولن يحدد أحد مستقبلنا. فنحن فقط سنحدد ما يحدث هنا، نحن فقط.
نحن والامريكيون بقدر قليل ايضا. فنحن متعلقون بالولايات المتحدة في كل شيء، والذي يجلس في الأعلى فقط يعرف معنى هذا الكلام. فمن غير امريكا ليست لنا حياة أمنية وسياسية واقتصادية، ومن هو مستعد لأن يتناول الخباز سنة أو سنتين يحسن أن يتذكر ايضا نصف مليون مواطن الذين كانوا يكظون شوارع الأيلون في كل يوم هربا من تل ابيب في حرب الخليج. فنحن أبطال بضمانات محدودة.
سيوجد من يقولون إن هذه مقالة انهزامية، فهكذا قالوا ايضا حينما قلنا قبل سنين طويلة لواحد من قادة غوش ايمونيم إن ارييل شارون هو لا غيره سيُخلي مستوطنات. وكذلك ضحكوا وسخروا حينما قالوا إنهم سيدعوننا لاستقبال جوناثان بولارد قبل 17 سنة.
ونقول باختصار إن من يخطط لزواج ابنته في الصيف القريب في كنيس كدوميم أو في أعالي ألون موريه يستطيع حتى أن يدعو ضيوفا لأن الحفل سيتم. أما من يخطط لفعل ذلك في الصيف الذي بعده فيحسن أن يتجه الى شركة تأمين اذا وجد كهذه توافق على تأمين الحفل. وهاكم ملاحظة مهمة: ليس هذا ما نريد أن يحدث، بيقين. لكن اذا كنا نعرف الامريكيين جيدا فان هذا هو ما سيحدث كما يبدو، والعياذ بالله.