كواليس المفاوضات

بقلم: اليئور ليفي
يصل وزير الخارجية الامريكية جون كيري هذا المساء الى اسرائيل، ومستوى الضغط في المنطقة يصل الى الذروة. وفي موازاة ذلك القى رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن خطابا أمام كبار رجالات فتح وادعى بانه رغم جولات المحادثات العديدة لا يوجد اي تقدم في المفاوضات. كما هدد بان الربط الذي تجريه اسرائيل بين تحرير السجناء وبين تسريع البناء سيؤدي الى تفجير المحادثات.
‘تأتي أقوال ابو مازن في ختام ثلاثة اشهر من جولات المفاوضات بين الطرفين حيث أنه جرى حتى الان 15 لقاء نصفها في القدس ونصفها في اريحا. ومن أجل الحفاظ على السرية تجري المحادثات في كل مرة في مكان آخر، وكل لقاء يستغرق بالمتوسط بين 3 و 4 ساعات. ومنذ ايلول اصبحت المحادثات أكثر كثافة، ومع نهايتها ينضم ايضا مارتين ايندك، المبعوث الامريكي الذي يطلعه الطرفان على التقدم.
‘في اثناء اللقاءات يعد كل طرف عرضا، وفي اللقاء التالي يأتي الطرف الاخر مع أسئلة وايضاحات بشأنه. والتوافقات المبدئية هي أن في كل مرة تطرح مسألة واحدة من بين المسائل الجوهرية الستة بين الطرفين، ولكن حتى الان لم تبحث كل المسائل، وحسب الطلب الاسرائيلي عنيت معظم المحادثات في المسألة الامنية. بعضها تناول حتى الان موضوع الحدود، وقليل منها مسائل المياه. احدى المسائل الدراماتيكية التي طرحت على الطاولة حتى الان هي القدس. التفاصيل غير واضحة ولكن في احدى المداولات جرى الحديث عن منطقة ‘يكون فيها وصول مفتوح للطرفين’. في هذه النقطة برزت خلافات في الرأي بين المندوبين الاسرائيليين. فوزيرة العدل تسيبي لفني والمحامي اسحق مولخو، مندوبا اسرائيل في غرفة المفاوضات، يوجدان دائما معا، ولكن لفني هي المتصدرة اكثر في المحادثات. وغير مرة فوجيء الحاضرون باكتشاف أن الاثنين يعارضان الواحد الاخر، لا يعرضان موقفا موحدا بل احيانا ينزلقان الى جدالات صغيرة أمام الفلسطينيين. هكذ مثلا، في اللقاء الذي بحث فيه الطرفان في مسألة القدس وفي المنطقة التي سيكون فيها وصول حر للاسرائيليين والفلسطينيين. فقد طلب مولخو تصغير المنطقة حتى الحد الادنى الممكن، اما لفني فعرضت موقفا اكثر ليبرالية.
‘نقطة البدء الفلسطينية في موضوع الحدود كانت كما كان متوقعا، حدود 67 مع تبادل للاراضي. بالمقابل، نقطة البدء الاسرائيلية هي ان تدخل حدود الدولة الفلسطينية داخل مسار جدار الفصل، مع تواجد اسرائيلي في الغور. كما طرحت الرغبة في ربط بيت ايل، بساغوت ونوكاديم بالكتل الاستيطانية التي تبقى بيد اسرائيل.
قبل بضعة اسابيع عقد كيري لقاء غير رسمي في بيته في واشنطن، وصلت اليه وفوداً اسرائيلية، فلسطينية وامريكية. ويدعي شهود حضروا اللقاء بانه قال في اثنائه انه اذا لم يتوصل الطرفان الى اتفاق في غضون التسعة اشهر المخصصة لذلك، فانه لا يعود بوسعه منع الفلسطينيين من تحقيق نيتهم الانضمام الى محكمة الجنايات الدولية.
من مكتب وزيرة العدل جاء التعقيب التالي: لا يمكننا تناول مضمون الامور في ضوء الالتزام بعدم الكشف عن المحادثات بهدف العمل على انجاحها. في كل الاحوال، نوضح بان الوزيرة لفني والمحامي مولخو يعملان بتنسيق وتعاون كامل. وعقبت محافل رسمية في مكتب رئيس الوزراء بان ‘اسرائيل أوضحت للفلسطينيين في المحادثات بان القدس ستبقى موحدة تحت السيادة الاسرائيلية في الحدود البلدية الحالية’. وحسب ذات المحافل فان الحديث يدور عن تقرير غير مسنود من جهات معنية بالمس بالمفاوضات.’