عرفات مات مسموما بالبولونيوم

بقلم: دانييل سريوتي
نقلت شبكة ‘الجزيرة’ أمس أن سهى عرفات، أرملة ياسر عرفات، تلقت تقرير الفحص الذي أُجري في المركز الجامعي الطبي في لوزان في سويسرا، والذي يُفهم منه أن رئيس السلطة الفلسطينية السابق سُمم ظاهرا بواسطة البولونيوم ومواد مشعة اخرى.
وجاء الفحص في أعقاب تحقيق ‘الجزيرة’ التي تسلمت أغراض عرفات كفرشاة أسنانه وكوفيته الشهيرة وعُثر فيها أن ثمة اشتباه بأنه قُتل مسموما بواسطة البولونيوم. وادعى الفلسطينيون منذ وفاته في 2004 بأن اسرائيل تقف خلف تسميمه في الوقت الذي كان محاصرا فيه في المقاطعة في رام الله. ومع ذلك، لم تُستبعد امكانية أنه اذا كان عرفات سُمم، فان معارضيه من الداخل بالذات هم الذين يقفون خلف تسميمه.
في أعقاب التحقيق، اتُفق على فتح قبر عرفات في رام الله وأخذ عينات من بقايا جثته لغرض الفحص في سويسرا. وقالت سهى عرفات ‘عرفنا دوما بأنهم أعدموه. هذا اغتيال سياسي ويجب كشف القتلة. لن أرتاح ولن أسكت. واذا دعت الحاجة فانني سأتوجه الى كل محكمة الى أن تخرج الحقيقة الى النور’.
‘
وحسب التقرير، ففي العينات عُثر في جثة عرفات على مادة من نوع البولونيوم 210 بكمية أكبر بـ 18 ضعف الوضع العادي. كما أُفيد بأن المادة السامة عُثر عليها في أضلاع وحوض عرفات، وكذا في التراب الذي أُخذ من نطاق القبر في اثناء أخذ العينات.
والى ذلك عقب الناطق بلسان وزارة الخارجية، يغئال بلومر، على التقرير أمس فقال: ‘هذا تحقيق توجد فيه ثقوب أكثر مما في الجبنة السويسرية. هذا فصل آخر في المواجهة بين سهى وقيادة السلطة، حيث استدعى كل طرف فريق تحقيق من جانبه. الفريق الروسي أعلن قبل بضعة ايام بأنه لم يُعثر على مكتشفات، وبعد ذلك تراجع وطرح رواية معاكسة’.
وحسب بلومر، ‘ثقب آخر في النظرية هو غياب الاشعاع في منطقة الحدث المقدرة، الامر الذي لم يكلفوا أنفسهم عناء فحصه. علامة استفهام اخرى تحوم فوق الغياب المطلق للاطباء الفرنسيين الذين عالجوا عرفات والملف الطبي الذي يتضمن النتائج. لا يمكن تحديد شيء دون هذه المعلومات الحيوية. وعليه من الواضح أن هذه مناورة اعلامية ليس إلا. الاستنتاجات التي عُرضت تقف على سيقان دجاجة هزيلة جدا بحيث أنه حتى سهى وكبار رجالات السلطة يترددون في القاء المسؤولية على اسرائيل’.