الألواح الشمسية أمل مشفى الشفاء

زمن برس-غزة: الظلام الذي يخيّم على قطاع غزة، بشكلٍ شبه كامل، منذ أكثر من شهر، تبدّد ولو على نطاقٍ ضيّق. في مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات غزة، حيث جرى اللجوء إلى آلية جديدة لتوليد التيّار الكهربائي. الطاقة الشمسية هي المخرج كما بدت للمسؤولين، لذلك تمّ نصب الألواح الضوئية فوق سطح المستشفى.

توفّر هذه الألواح المصطف الكهرباء لخمس أسرَّة داخل العناية المركزة بعد عملية معالجة للطاقة المستمدة من الشمس التي تعتبر أحد أهم موارد الطاقة المتجددة على الكرة الأرضية، إضافة إلى الرياح والمياه.

ووصلت الألواح الضوئية إلى غزة، مؤخراً، بواسطة فريق خبراء ايطاليين جاؤوا بعد استجابة منظمة (NGOS ) لنداء استغاثة من مجمع الشفاء بضرورة توفير خلايا ضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بلغت تكلفتها 50 ألف يورو.

من جانبه أكد مدير دائرة صيانة مستشفيات القِطاع المهندس رشاد الإسي، أنه منذ أن قصفت طائرات الاحتلال الحربية محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قِطاع غزة صيف عام 2006، برزت فكرة إيجاد بديل للتيار الكهربائي المولد عبر محطة التوليد.

وأشار إلى أن الأوضاع في مجمع الشفاء "كانت صعبة" آنذاك خاصة بالنسبة لغرف العناية المركزة المتعددة في المجمع الطبي الأكبر في القطاع إثر استمرار انقطاع التيار الكهربائي.

وحول آلية عمل هذه الخلايا في تزويد العناية المركزة لجراحة القلب بالكهرباء، قال الإسي: "لزمن برس "إن هذه الخلايا الضوئية تتفاعل مع ضوء الشمس وتولِّد جهداً كهربائياً".

وتشحن الألواح الضوئية 12 بطارية بقدرة60 فولتاً (DC- تيار مستمر) قادرة على إنتاج 4 "كيلو وات" من الكهرباء بعد تحويلها إلى تيار (AC- تيار متردد) قابل للاستخدام من خلال جهاز "إن فيرتر".

وذكر الإسي أن التيار الفائض يُحوَّل إلى 5 أسرَّة في عناية قسم القلب مزودة بأجهزة خاصة بعد تحويله إلى تيار (AC- متردد).

وأضاف: "إذا كانت الطاقة المنتجة من الخلايا الضوئية كافية وتحسنت خلال الفترة القادمة خاصة خلال الصيف سيتم تزويد أقسام عناية مركزة أخرى في الشفاء بالكهرباء الناتجة عن هذه الخلايا".

وبشأن التطلعات المستقبلية لاستخدام الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء، قال: "هناك تفكير جدي لتشغيل أقسام حساسة داخل المستشفى، مثل العمليات والمختبرات وحضانة الأطفال الخدج بواسطة الطاقة الشمسية"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى إشكالية توفير أماكن تتسع لأعداد كبيرة من الخلايا الضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة.

ويثير استمرار انقطاع التيار الكهربائي القلق بين أطباء غرف العناية المركزة في قطاع غزة التي تضم بين جدرانها حالات مرضية مستعصية لا تتحمل انقطاع الكهرباء لثوان معدودة.

بدوره، أكَّد مدير أقسام العنايات المركزة في مجمع الشفاء الطبي د.فوزي النابلسية، أن "الخلايا الضوئية أدت دورها بالكامل في توفير الكهرباء لأسرَّة المرضى، وقد بدَّدت شد الأعصاب والخوف بالنسبة لأطباء العناية المركزة من انقطاع الكهرباء".

وقال النابلسية لـ"زمن برس": "منذ ما يزيد عن 10 أيام لم نشهد أي انقطاع للتيار الكهربائي المولد من هذه الطاقة الشمسية عن أجهزة العناية".

تستمر، إذاً، أزمة الكهرباء في قطاع غزة، وقد طالت كافة مناحي حياة الغزيين. وما استخدام الطاقة الشمسية إلا تقليل بالقدر الممكن من تأثيراتها على القطاع الصحي الحيوي. وفي الأثناء، تظلّ أحياء المدينة غارقةً في ظلام دامس، لم يُحدد لجلائه موعد بعد.

أ.ح