مصاعب في مفاوضات جنيف

بقلم: جدعون كوتس

 

25 دقيقة بالاجمال استغرقت الجلسة الافتتاحية لجولة المفاوضات الثالثة في جنيف بين القوى العظمى الستة وايران. وقال مسؤول كبير في الوفد الامريكي الى المحادثات انه على حد قول وزير الخارجية جون كيري، لا يوجد اي عجلة للوصول الى تسوية.
وأضاف كيري’ينبغي لهذه الصفقة ان تكون جيدة، والخطوة الاولى يجب أن تقدمها نحو اتفاق شامل. نحن نأمل ان يكون ممكنا الوصول الى هذا، ولكن المباحثات صعبة’ هكذا أجمل حديثه. ومن الجهة الاخرى قال أمس وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف: ‘انا متفائل من امكانية التوقيع، اذا ما تمسك الامريكيون بموقفهم، ولكن المفاوضات الحقيقية الان ليست بيننا وبين القوى العظمى، بل بين الولايات المتحدة وفرنسا’.
واشتكى الناطق بلسان الوفد الايراني على مسمع من مراسل ‘معاريف’ فقال: ‘نحن جاهزون للاتفاق، ولكننا لا نعرف بعض على اي وثيقة، فهل هذه هي الوثيقة التي وضعت على الطاولة في نهاية الجولة السابقة’. والمقصود هو اغلب الظن صيغة البند الذي يعنى بوقف نشاط مفاعل المياه الثقيلة لانتاج البلوتونيوم في أراك.
وقال المصدر الامريكي ان الخطوة الاولى ستتضمن تشديدا للرقابة على المفاعل في بوردو، في نتناز وفي اراك. ولكنه لم يشر الى النية للمطالبة بالوقف الفوري للنشاط، مثلما تطالب فرنسا. وبالفعل، حسب المعلومات التي تسربت، يبدو أنه يوجد بين القوى العظمى خلافات متجددة على صياغات الاتفاق، حيث تتصدر فرنسا المواقف الاكثر تصلبا. ففرنسا تطالب بفتح فوري لكل منشآت النووي الايرانية امام الرقابة الدولية، الوقف التام لتخصيب اليورانيوم الى درجة 20 في المئة، تخفيض مخزون اليورانيوم القائم وفوق كل شيء الوقف الفوري والتام لبناء مفاعل المياه الثقيلة في اراك.
تصريحات الزعيم الاعلى لايران علي خمينئي،’ الذي اتهم فرنسا امس في أنها ‘ركعت امام اسرائيل’، لم تضف أغلب الظن لاستعدادها المساومة. ‘تصريحات خامنئي تعقد وضع المفاوضات في جنيف’، قالت الناطقة بلسان الحكومة الفرنسية نجاة بلقسام.
وبردت الرياح الباردة وذرات الثلج الاولى التي بدأت تهطل في جنيف امس التوقعات بشأن امكانية التوقيع السريع على الاتفاق المرحلي، وأخذ الصحفيون الذين وصلوا للمرة الثالثة لتغطية المفاوضات على عجل في اعقاب الشائعات بـ ‘التوقيع في كل لحظة’ الاستعداد لايام اخرى من عدم اليقين. موعد التوقيع المقدر، الذي تقرر حسب الشائعات ليوم غد، لم يعد يبدو مضمونا. وكان توافق واحد بين المراسلين الايرانيين والاسرائيليين الذين تجمعوا من جديد في المركز الاعلامي: حان الوقت لان تنتهي حرب الاستنزاف هذه. وذلك رغم أن الليالي البيضاء خلقت هنا علاقات مهنية بل واجتماعية مفاجئة.
بالنسبة لمخاوف اسرائيل، يقول المصدر الكبير للوفد الامريكي: ‘لدينا ذات الاهداف، حتى وان كانت هناك خلافات في الطرائق. والمشاورات الوثيقة مع اسرائيل ستستمر. وقد عاد ووعد بان يكون رفع العقوبات محدودا جدا ويتم فقط في قطاعات معينة والا ترفع العقوبات الاقتصادية والمركزية على النفط والبنوك. وعلى حد قوله، فان حقيقة أن الاتفاق سيحصر بستة اشهر، ستمنع تدفق الشركات نحو تنفيذ صفقات مع ايران.
وقالت محافل دبلوماسية في جنيف ان الضغوط الاسرائيلية في اللحظة الاخيرة لمنع التوقيع على الاتفاق ‘اثرت على فرنسا، ولكنها لن تؤثر على فلاديمير بوتين’. وقدرت ذات المحافل ايضا بان اسرائيل عمليا سلمت بالتوقيع على الاتفاق منذ هذه الجولة.

حرره: 
م.م