يعلون: ايران نووية ستوفر قنابل قذرة للارهاب ضد الغرب

بقلم:جدعون كوتس
في تل أبيب يواصلون العمل حتى اللحظة الاخيرة لتصليب الاتفاق مع ايران أكثر فأكثر. ففي محادثات أجراها في نهاية الاسبوع وزير شؤون الاستخبارات يوفال شتاينتس مع وزراء خارجية ومسؤولين كبار في المحادثات في جنيف، قال شتاينتس ان على القوى العظمى أن تصر على ثلاثة مطالب أساسية في الاتفاق: التأكد من’ أن الايرانيين لن يتملصوا من تعهداتهم في ميثاق منع انتشار السلاح النووي الذي وقعوا عليه وهو الطلب الذي لا يظهر في الاتفاق. ويدور الحديث ضمن امور اخرى عن حظر اجراء تجارب على رؤوس متفجرة وملاءمتها مع الصواريخ.
مطلب آخر هو أن تطلب القوى العظمى من الايرانيين استبدال كل اليورانيوم المخصب الذي يحتفظون به الى مستوى 20 في المئة (نحو 200 كغم) الى مواد اخرى أو قضبان وقود. وفي القدس يقدرون بان القوى العظمى ستسمح لايران بابقاء قسم منه. مطلب ثالث هو الاصرار على وقف بناء المنشأة في اراك.
وحسب معلومات تؤكدها مصادر اسرائيل، فان القوى العظمى ستسمح للايرانيين بتخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض، وبالتوازي استبدال هذا اليورانيوم بحيث لا يتجاوزوا الكميات التي توجد في حوزتهم منذ الان نحو ثمانية أطنان، تكفي لخمس قنابل نووية. كما أنهم يطالبون في اسرائيل بالتحذير من سابقة خطيرة في الاتفاق: فهو سيسمح للايرانيين لاول مرة باستخدام الموقع التحت ارضي المحصن في بوردو لتخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض بنسبة 3 5 في المئة. بمعنى ان الاتفاق سيسمح لهم باستكمال كل دائرة الوقود النووية (بما في ذلك التخصيب الى مستوى عسكري) في موقع محصن يصعب ضربه.
‘ويشيرون في اسرائيل، لغرض التجسيد، الى أن الباكستانيين انتجوا قنبلتهم بواسطة 6 الاف جهاز طرد مركزي فقط. ولا يوجد في الاتفاق المتبلور مطالبة بتفكيك أجهزة الطرد المركزي بل فقط بعدم نصب اجهزة جديدة وعدم استخدام الاجهزة المتطورة القادرة على التخصيب بوتيرة أعلى حتى خمسة أضعاف.
‘وعلى فرض أن لدى الايرانيين نحو 18 الف جهاز طرد مركزي في موقعي التخصيب، منها نحو 10 الاف جهاز فاعل فقط، يقولون في اسرائيل انه اذا قرر الايرانيون الاختراق نحو القنبلة برعاية الاتفاق وتشغيل كل اجهزة الطرد المركزي فسيكون بوسعهم تخصيب اليورانيوم الى مستوى عسكري والحصول على مادة مشعة لقنبلة في غضون 36 يوما.
وحتى ساعات الليل المتأخرة من يوم أمس لم يكن مؤكدا أنه سيوقع اتفاق بالفعل. فرئيس الوفد الايراني للمحادثات، عباس اركجي أعلن بان ‘المحادثات صعبة ومعقدة. والفوارق هي في الصياغات وبـ ‘التوازنات بين الخطوات التي ينبغي لكل طرف أن يتخذها’. وسيغادر وزراء خارجية القوى العظمى وايران سويسرا هذا الصباح.
‘وكانت نقطة الخلاف الاساس هي المنشأة في اراك. وقد تخلت القوى العظمى عن الوقف التام لبنائها واكتفت برقابة دولية تتأكد من عدم انتاج البلوتونيوم فيها.
ونشرت ‘نيويورك تايمز′ امس تفاصيل عن صيغة الاتفاق المرحلي والتي لا تطالب فيها ايران بوقف تخصيب اليورانيوم الى مستوى مدني. ومقابل كل كمية من اليورانيوم تخصبها تدمر اورانيوم مخصب موجود في حوزتها. واضافة الى ذلك سيتعين على طهران استبدال مخزون اليورانيوم المخصب على مستوى عسكري بقضبان وقود أو مسحوق حامض. وتدعي اسرائيل بان الاستبدال الى مسحوق سيسمح للايرانيين باعادة المادة الى حالة اليورانيوم المخصب. بينما تدعي القوى العظمى بان ليس لديها الوسائل لذلك. وكانت القوى العظمى ترغب في أن تخرج ايران المادة من حدودها ولكن الايرانيين يرفضون.
وعلم أن ايران ستحظى بالمقابل على تنازل عن عقوبات بنحو 3.6 مليار دولار من أصل 25 حتى 30 مليار ستخسرها في ستة اشهر. وسينطبق الاعفاء من العقوبات على قسم من مداخل النفط في الخارج، قطع الغيار للسيارات، المعادن، قطع الغيار للطائرات ومواد بتروكيميائية.
وعلى أي حال فان ايران لا تعتزم وقف زخمها النووي. فقد أعلنت امس بانها ستبني مفاعلين آخرين لغرض انتاج الكهرباء.
وفي الوقت الذي يتركز فيه الانتباه العالمي الى المفاوضات على الاتفاق أفاد وزير الدفاع موشيه يعلون عن تهديد آخر يقلق اسرائيل واجهزة الاستخبارات في الغرب: التخوف من أن تكون ايران تعنى ايضا بتطوير قنابل ‘قذرة’ تنقلها الى محافل ارهابية او يستخدمها عملاؤها. وكان يعلون شارك في نهاية الاسبوع في لقاء وزراء الدفاع في كندا وقال لنظيره الكندي: ‘الايرانيون يريدون، تحت مظلة نووية تكون لهم، الدفع الى الامام بالنشاطات الارهابية، كاستخدام القنابل القذرة في اهداف مختلفة في الغرب. ولهذا محظور ان نكون متسامحين بالسماح لايراني نووية. ولهذا فان المشروع النووي العسكري الايراني يجب أن يتوقف’.
وتعتبر ‘القنبلة القذرة’ كـ ‘قنبلة ذرية للفقراء’، يمكنها أن توقع الاف الضحايا. ويدور الحديث عن قنبلة عادية تتشكل من مادة متفجرة ما، تلصق بها مادة اشعاعية. ويؤدي الانفجار الى نثر المادة الاشعاعية في محيط الاف الكيلومترات. وتقع الضحايا جراء الانفجار نفسه، جراء البث الاشعاعي، والفزع الذي تثيره.
وتقدر مصادر استخبارية في الغرب بان منظمات الجهاد العالمي، بما فيها القاعدة، تحاول انتاج ‘قنابل قذرة’. ويمكن لهذه القنبلة ان تزن مئات أو عشرات الكيلوغرامات. ويمكن شراء المادة الاشعاعية من دول الاتحاد السوفييتي السابق او حتى من نفايا منشآت نووية مدنية. دولة كايران، مع جملة منشآتها النووية، يمكنها أن تنتج قنابل كهذه وان تبعث بها الى أرجاء المعمورة.
وأعربت عن اعتراضها على روح التنازل الغربية أول أمس السعودية أيضا التي حذرت من أنه اذا فشلت مساعي منع النووي الايراني التي تقوم بها الاسرة الدولية فان ‘كل الخيارات على الطاولة’. وقال سفيرها في لندن ان ‘العجلة’ التي يبديها الامريكيون للوصول الى اتفاق ‘غير مفهومة’. وقال ان ‘نزعة المصالحة لم تنجح في الماضي وهي لن تنجح في القرن الـ 21. وهذا هو السبب الذي يجعل الاحباط موجها للاعب المركزي في مجلس الامن في الامم المتحدة. هذه مسؤوليته والتبعة ستلقى عليه’.
ويلمح السعوديون بانهم مستعدون منذ الان لخطوة رفع مستوى قدرات الدفاع العسكري لديهم في المنطقة. وقالوا: ‘نحن لا نعتزم الوقوف جانبا والتعرض للتهديد دون التفكير في كيفية الدفاع عن أنفسنا وعن المنطقة’.