رسالة مفتوحة إلى وزير الخارجية جون كيري

بقلم: ايزي لبلار

سيدي وزير الخارجية، أنا أحثك قبل الكشف عن اقتراحك لـ ‘اتفاق الاطار’ أن تواجه الواقع.

إن ‘شريكنا في السلام’ هو نظام استبدادي فاسد يقمع كل معارضة بقسوة. وبقي يلتزم نحو السيادة اليهودية في المنطقة ولذلك يعارض قادته معارضة قوية الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية. وكذلك يكرر ‘الشريك’ وعده لأتباعه بأن ابادة اسرائيل حتمية ويضيف أن هذا الهدف سيُحرز فقط باستعمال ضغط دبلوماسي على اسرائيل بدل أن يكون بالارهاب. واستراتيجيته هي نقض عرى اسرائيل على مراحل.

أنا أحثك يا سيدي وزير الخارجية على أن تعترف بأن الفلسطينيين بحسب كل مقياس امريكي وغربي، انشأوا مجتمعا مجرما. لأن قطاعات المجتمع جميعا الحكومة والاجهزة الدينية والاعلام وشبكة التربية تشتغل بغسل أدمغة الشعب من سن الحضانة فما بعدها، وهم يصفون الاسرائيليين بأنهم غيلان شيطانية ويُعظمون صورة المخربين المنتحرين والارهابيين الاسلاميين المتطرفين باعتبارهم قدّيسين معذبين. ففي الاسبوع الماضي فقط هيج زميلك، متحدث السلطة صائب عريقات، المتطرفين باتهامه اسرائيل بقتل ياسر عرفات وباطلاق اشاعات ترى أننا قد نقتل الرئيس عباس.

يا سيدي وزير الخارجية، هل تستطيع أن تتخيل ادارة امريكية تسعى الى سلام مع حكومة جارة تدفع رواتب من اموال مساعدة انسانية الى القتلة المساجين لمواطنين امريكيين، وتمنح عائلاتهم مخصصات؟ وهل يدعم الامريكيون حكومتهم اذا فاوضت جارة يثني زعيمها على القتلة البرابرة لمواطنين امريكيين ويقول إنهم أبطال وطنيون؟ وهل يخطر ببال الامريكيين أن يتوصلوا الى سلام مع جار يحكم بالموت على اولئك الذين يبيعون اخوتهم اراضي؟.

تذكر يا سيدي الوزير أن نحوا من نصف الفلسطينيين يؤلفون دولة حماس التي هي ذلك الكيان الاسلامي والاصولي والقاتل الذي يحكم قطاع غزة ويطلق صواريخ على مدننا. ولولا وجود اسرائيل العسكري في غزة لاستولت حماس بالقوة منذ زمن على مناطق اخرى تحكمها السلطة. وقد بقيت حماس تلتزم بالقضاء على اسرائيل وتسوغ قتل يهود في العالم كله.

يا سيدي الوزير، قد استعملت علينا قوة فاضحة لاضطرارنا الى الافراج عن قتلة ملطخة أيديهم بالدماء، وذلك لكي ‘تشجع′ جارا عدوا على أن يوافق على بدء تفاوض. فهل تستطيع أن تسوغ من جهة اخلاقية الافراج عن مخربين أُدينوا بقتل نساء واولاد؟ لم تطلب اسرائيل قط من الولايات المتحدة أو من كل دولة اخرى أن تحارب بدلا منها. فنحن ندرك أنه يجب علينا أن نعتمد على أنفسنا فقط آخر الامر. وليس من المتصور أن نزن أن ننقل أي جانب من أمننا الى جهة ثالثة ومنها الولايات المتحدة، بالمقاولة.

وكذلك لا تستطيع الوسائل التقنية وحدها أن تحمي حدودنا، ففي حين يملي قرار الامم المتحدة 242 في وضوح أن نحظى بحدود آمنة قابلة للدفاع عنها فان التمسك بخطوط وقف اطلاق النار في 1949 التي تمنح اسرائيل خصرا طوله 14 24 كم في الحاصل، سيجلب على أجيالنا المستقبلية خطرا. فمن الضروري أن نحافظ على عمق وعلى وجود عسكري في غور الاردن. وهذه المواضيع الامنية أساسية لأمن اسرائيل.

والى ذلك أقترح باحترام يا سيدي الوزير أن تفكر جيدا قبل أن تشير على اسرائيل فيما يتعلق بمصالحها (تخيل أين كنا سنكون اليوم لو كان لنا مثل تفاؤلك بالرئيس السوري الاسد ولو سمعنا لاقتراحك التخلي عن هضبة الجولان). إن صداقة اسرائيل للولايات المتحدة مطلقة تقوم على قيم مشتركة حقيقية. والى ذلك نعتمد على دعم الولايات المتحدة العسكري والدبلوماسي ونُجل بصورة خاصة المساعدة العسكرية التي منحتها ادارة اوباما والتي فاقت كل ما سبقها.

أنا أحثك بدل ذلك أن تدع السلامة السياسية التقليدية وأن تعترف بأن مخاوفنا تتعلق بحياة أبنائنا وأحفادنا ومستقبل أمتنا. وأنا أدعو الله أن تستطيع الاسهام في تحقيق رؤيا الكتاب المقدس للنبي إشعياء وأن تُمكن الاسرائيليين والفلسطينيين من أن يضعوا اسلحتهم ويعملوا معا من اجل التطور الاقتصادي والاجتماعي لكل سكان المنطقة.

حرره: 
م . ع