رئيس الحكومة ضد المفاوضات

بقلم: أسرة تحرير هآرتس

‘يوم الجمعة نشرت وزارة البناء والاسكان عطاءات لبناء 1.400 وحدة سكن في الضفة الغربية ويوم الخميس اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه لن يتفاوض على القدس حتى بثمن تفجير المفاوضات. بل وقال رئيس الوزراء انه لن يوافق على وثيقة’ يذكر فيها حتى ولو بشكل عام اقامة عاصمة فلسطينية في ارض من اراضي القدس. هاتان الخطوتان، اللتان تمتا بعد لحظة من سفر وزير الخارجية الامريكي جون كيري من هنا تثيران تساؤلات عن مدى التزام حكومة اسرائيل بالمسيرة السياسية.
اتفاق الاطار ليس اتفاق سلام. عن هذا التطلع، كما يبدو تخلت كل الاطراف. واذا ما ولد شيء ما من هذه المباحثات، فستكون هذه وثيقة مبادىء قد يستند اليها، ربما، في المستقبل، اتفاق السلام. مثل هذه الوثائق ترافق تاريخ المفاوضات السياسية منذ اليوم الاول الذي صيغت فيه خريطة الطريق، التي تطلعت الى ترجمة رؤيا الرئيس جورج بوش من العام 2002، عبر مساعي الوساطة للمبعوث الخاص الى الشرق الاوسط، جورج ميتشيل، والاتفاق لتجميد البناء في المستوطنات، وحتى المفاوضات الحالية، التي خصصت لها تسعة اشهر آخذة في النفاد. ولكن حتى اتفاق الاطار هذا، مهما كان عاما وغامضا، يعتبر في اسرائيل تهديدا كبيرا ينبغي تعطيله قبل ان يتحقق.
وهكذا، اذا ما درجت الحكومة في الماضي على استقبال الوسطاء ببيان عن بناء المستوطنات، فانها تتذاكى هذه المرة من خلال فتح حساب منفصل اصبح مثابة اجماع في اطاره تبنى المستوطنات مقابل تحرير السجناء. اما التواصل السيادي الفلسطيني، الشرط الضروري لاقامة دولة، فهي تدمره مع مبادرة ضم الغور. والتطلع الفلسطيني الى سيطرة سيادية ما وان كانت رمزية، في القدس، يسحقه نتنياهو قبل الاوان، رغم أنه عمليا لا توجد مدينة منقسمة أكثر منها. وكأن هذا لا يكفي، فان اسرائيل تعرض الاعتراف بها كدولة يهودية كشرط هو مثابة ‘على جثتي’. مشكوك ان يكون ممكنا تحقيق اتفاق مما تبقى من فتات على طاولة المفاوضات.
ان سلوك واعلانات رئيس الوزراء تعزز الانطباع بان ليس اتفاق السلام هو الذي امام ناظريه بل الجهد للتملص منه بشكل ‘محترم’ لا يلقي على اسرائيل الذنب في احباطه. ان نتنياهو يرفض ان يفهم بانه حتى لو نجح في مهمته، فان الثمن الذي ستدفعه اسرائيل على تملصها سيكون باهظا، ولن يعود ممكنا طمسه.’

حرره: 
م.م