هل يستحق نتنياهو منصبه؟

بقلم: الون بنكاس
‘لو كان نتنياهو رجل دولة لاتصل بالادارة الامريكية واعتذر عن كلام يعلون الذي ندد ب جون كيري
لو كنا نعيش في عالم مواز لنظر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في صباح أمس في العنوان الصحفي في ‘يديعوت احرونوت’ وخاف من الفظاظة والقسوة وإن لم يكن ذلك من المضمون في كلام وزير الدفاع. ولكان يحضر بعد ساعة الى ديوانه ويستدعي اليه وزير الدفاع يعلون ويطلب توضيحا لا لبس فيه.
وكان رئيس الوزراء سيصغي ولا يؤثر فيه ذلك حقا، ويوبخ يعلون رئيس الاركان السابق الذي يعرف أكثر منا جميعا مبلغ تعلق اسرائيل بالولايات المتحدة. ولكان رئيس الوزراء بعد ذلك بساعة ينشر تصريحا يعبر فيه عن ‘تحفظ تام من كلام الوزير يعلون’، الكلام المرفوض الذي لا معنى له وعن تأييد كامل لـ ‘التزام وزير الخارجية كيري باحراز تسوية اسرائيلية فلسطينية’.’
لو كنا نعيش في عالم موازٍ فيه لرئيس وزراء اسرائيل علاقات عمل سليمة برئيس الولايات المتحدة، لوزن السيد نتنياهو واستقر رأيه على الاتصال بالرئيس اوباما للاعتذار، وكي يحاول الاحتيال على ذلك بقوله ‘ليس الامر كما سُمع ونُشر، لكنني أعتذر من أعماق قلبي مما ورد في ذلك الكلام’. ولو كنا في ذلك العالم الموازي لما نشرت وزارة الخارجية الامريكية اعلان تنديد شديد اللهجة كالذي نشرته موجها على كلام يعلون بأنه لا حاجة اليه وكانت تُمنع ‘مواجهة’ بذلك.
لكن هذا في عالم موازٍ ونحن هنا في اسرائيل. وهم في وزارة الخارجية الامريكية يعلمون أن لوزير الدفاع يعلون شكوكا جوهرية في نوعية اتفاق الاطار. وهذا مشروع. وهم يعلمون ايضا أن ما قاله يعلون وليكن السياق والمنبر ما كانا، يعتقده رئيس الوزراء نتنياهو سرا. هذا الى أنهم في وزارة الخارجية الامريكية وفي البيت الابيض يعلمون أن الانتقاد الموضوعي للوساطة الامريكية غير مُراد لكنه جزء لا ينفصل عن اللعبة. إن الانتقاد الشخصي، للشخص ذاته لا لمسألة ما، مرفوض ويستحق تنديدا شاملا وقد نشر هذا التنديد أمس حقا. فالولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل مسا بصورتها وبايحائها بقوتها ولهذا استجر يعلون تنديدا غير ممتنع.
من الذي لقبه وزير الدفاع يعلون كما نشر بأنه ‘مسيحاني وموسوس′؟ إنه وزير الخارجية للولايات المتحدة، وهي دولة استعملت 51 مرة حق نقض قرارات معادية لاسرائيل في مجلس الامن.
وما معنى ‘موسوس′، أنه يريد أن يأتي بتسوية سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين. فهل هذه مصلحة عليا لسكان تنيسي وبنسلفانيا أم هي مصلحة اسرائيل؟.
تنفصل الولايات المتحدة عن الشرق الاوسط لاسباب شتى منها الاستقلال المطلق عن نفط الشرق الاوسط. وعدم الفائدة من الأحلاف في العالم العربي ونقل الاهتمام الى الشرق الاقصى. وليس نتنياهو مذنبا في هذا المسار وعمله أن يُبطئه بقدر المستطاع لا أن يتعجله كما فعل يعلون. لكن هذا يكون في عالم مواز. وهنا في اسرائيل يهاجم نتنياهو رئيس الولايات المتحدة منذ خمس سنوات فما الذي تريدونه اذا من بوغي يعلون؟.
يديعوت أحرنوت