حذار من لغم الدولة الفلسطينية!
حذار من لغم الدولة الفلسطينية!
بقلم: يورام ايتنغر
”من المهم لأنصار وزير الخارجية جون كيري أن يؤكدوا أن دعم الولايات المتحدة لانشاء دولة فلسطينية هو حلقة في سلسلة اخفاقات سياسة الامريكيين في الماضي في الشرق الاوسط. يمكن أن نجد مثالا على ذلك في 1948 حينما عارضت وزارة الخارجية الامريكية ووزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية انشاء دولة يهودية، وزعموا أنها ستكون موالية للسوفييت وستمحوها الجيوش العربية وفرضوا حظر تجارة اسلحة على المنطقة في وقت كانت تسلح فيه بريطانيا العرب.
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الى يوم غزو العراق للكويت في آب 1990 كانت الولايات المتحدة تؤيد صدام حسين بتعاون استخباري وبتزويده بنظم عسكرية محكمة وبمنحه ضمانات للقروض. ولا تعوزنا امثلة ايضا من ايام اوسلو. فمن 1993 الى سنة 2000 احتضن الرئيس كلينتون عرفات باعتباره مبشرا بالسلام وجعله الزائر الاجنبي الاكثر ترددا على البيت الابيض. وفي الساحة السورية استقبل كيري في 2000 تولي بشار الاسد للحكم بأنه زعيم ايجابي طامح الى السلام وعمل على انسحاب اسرائيل من هضبة الجولان. وفي 2005 و2006 أيد الرئيس بوش اقتلاع مستوطنات يهودية من غزة ومشاركة حماس في انتخابات السلطة الفلسطينية باعتبار ذلك خطوات تحث على الاعتدال والامن والاستقرار والسلام.
في 2009 أدار الرئيس اوباما بدعم من كيري ظهره لمبارك الموالي لامريكا ومنح الاخوان المسلمين تأييدا صارخا وهم منظمة ارهابية معادية لامريكا تهدد كل نظام حكم عربي موال لامريكا. ورأى اوباما وكيري أن ‘التسونامي العربي’ هو ربيع شعوب كما كان عند مارتن لوثر كينغ والمهاتما غاندي. وفي 2011 عمل اوباما وكيري على اسقاط نظام حكم القذافي وجعلا ليبيا مركز زعزعات وتصدير صواريخ الى منظمات ارهاب. وقد منحا روسيا في العام الماضي تفضلا مفاجئا في تركيا، وفي 2014 أصبحا يغرسان الرعب في السعودية خشية أن تتحول ايران من تهديد تكتيكي متحكم به الى تهديد استراتيجي غير متحكم به.
إن تأييد انشاء دولة فلسطينية يعبر عن اخفاق آخر يتجسد في تجاهل خلفية محمود عباس المعتدل اذا ما قيس بحماس الذي يلقي الضوء على سلوك الدولة المخطط لها. حصل عباس على شهادة الدكتوراة (في انكار المحرقة) من جامعة موسكو، وقضى فترة استكمال في الـ كي.جي.بي، وكان مسؤولا عن علاقات م.ت.ف بنظم الحكم الشيوعية وبلوجستكا ‘مذبحة ميونيخ). وفي خمسينيات القرن الماضي، وفي 1966 وفي 1970 فر من مصر وسوريا والاردن على إثر مشاركته في الارهاب، وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ساعد عرفات على محاولات السيطرة على لبنان. وفي 1990 ساعد على غزو العراق للكويت برغم أنها منحته اللجوء هو والمقربين منه، وفي 1993 انشأ البنية التحتية التربوية للكراهية في السلطة الفلسطينية.
في 1994 في وقت التوقيع على اتفاق السلام بين اسرائيل والاردن، ألح قادة الجيش الاردني على اصدقائهم الاسرائيليين أن يمنعوا انشاء دولة فلسطينية تحكم على النظام الهاشمي بالفناء وتسهم في عدم استقرار البلدان المنتجة للنفط في الخليج الفارسي. إن منظمة التحرير الفلسطينية وهي النموذج الاعلى الذي يحتذي به الارهاب الدولي هي مصدر السلطة القانونية والتنفيذية للسلطة الفلسطينية التي تصدر ارهابيين الى العراق وافغانستان وهي مقربة من فنزويلا وكوبا المعاديتين لامريكا. إن الدولة الفلسطينية ستحسن تغلغل روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران الى الحوض الشرقي من البحر المتوسط. وإن تأييد انشاء دولة فلسطينية تواصل نهج زعماء فلسطينيين عاونوا المانيا النازية والكتلة الشيوعية وصدام حسين والخميني وابن لادن يعبر عن تصميم لا على ازالة الالغام بل على وطئها.