إسقاط تهمة قتل أسير عن مصلحة السجون

القدس: صادقت المحكمة المركزية في تل أبيب مؤخراً على تسوية حل وسط بموجبها تدفع (الدولة) 1.2 مليون شيكل لعائلة السجين الفلسطيني " محمد ساطي أشقر" والذي قتل في سجن "كتسيعوت" عام 2007 خلال جولة تفتيش مفاجئة كان هدفها رفع المعنويات في أوساط طاقم السجن الإسرائيلي.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" اليوم الخميس أنه على الرغم من الاتفاق الاستثنائي إلا أن النيابة العامة قررت بالذات إغلاق الملفات ضد رجال طاقم مصلحة السجون لانعدام التهمة، ووافقت (الدولة) على دفع المبلغ لوالدي الضحية والزوجة وابنه الصغير.

وأشارت إلى أن الاتفاق أبرم على أساس الحل الوسط ودون توجيه مسؤولية للمتسببين في حادثة القتل، وذلك رغم أنه تأكيد محامي عائلة "الأشقر" بأنه تسبب في موته جملة من الإخفاقات ونقاط الخلل الخطيرة من جانب رجال مصلحة السجون الإسرائيلية.

يذكر أنه في شهر تشرين الأول من عام 2007 أجرت الوحدة المختارة في مصلحة السجون "متسادا" الرائدة في "إسرائيل" حملة تفتيش مفاجئة على أجساد ومساكن نزلاء القسم 12 ب في السجن الأمني "كتسيعوت" باستخدام وسائل القمع غير القاتلة.

وأسفرت هذه الحملة عن موت "محمد ساطي أشقر" بإطلاق النار عليه في منتصف الجبين، حسب تقرير تشريح الجثة، ، وإصابة 15 سجيناً و15 سجاناً واحتراق القسم.

وفي عام 2009 كشفت "هآرتس" النقاب لأول مرة عن أمر الحملة والتحقيق في الحدث الذي أجرته مصلحة السجون، حيث بينت أنه كانت هناك أربعة أهداف من الحملة الأول، تنفيذ تفتيش مفاجئ بمساعدة وحدة "متسادا" لغرض كسب عنصر المفاجأة بين السجناء.

والثاني، رفع المعنويات والدافعية لدى طاقم السجن؛ والثالث، اكتساب مهنية وخبرة للسجانين في ظل مشاركة الوحدة المتفوقة "متسادا"؛ والرابع تنفيذ تفتيش في ساعة غير عادية للإبقاء على عنصر المفاجأة ووضع اليد على أشياء محظورة قد يستخدمها السجناء للمس بأمن السجن.

ومن جهته توسع قائد السجن، العميد "شلومي كوهين" في الوثيقة في موضوع الهدف الثاني لرفع المعنويات والدافعية لدى السجانين، قائلاً: "إذا نجحنا في تحقيق المفاجأة فخير، وإذا كان انكشاف فسيكون صارخ"، وقدر بأنه "لن يكون اقتحام دون ردة فعل".

وكتبت الصحيفة عن تفاصيل الحادثة في ذلك الوقت، بأن الحملة بدأت كما كان مخططا لها في الساعة الثانية ليلاً، وحسب التحقيق في العملية، بعد أربع دقائق بدأت أعمال الشغب تنتشر بالتدريج إلى كل أرجاء القسم في السجن، حيث أحرق السجناء القسم ورشقوا الأغراض وردوا بعنف.

وحسب التحقيق الذي أجرته مصلحة السجون تبين أنه في إعقاب الاضطرابات والعربدة، أمر قائد وحدة "متسادا" باقتحام المكان، وقائد الفريق الذي اقتحم القسم تنقل بين الخيام واصطدم بكمية كبيرة من السجناء ممن رشقوه بالإغراض، وبلغة جافة يصف التقرير ملابسات إصابة السجين "الأشقر" بجراح خطيرة من قبل قائد الفريق نفسه، مع العلم أنه حسب التعليمات يسمح بفتح النار نحو الأرجل، ولكن السجين أصيب في رأسه.

وفي تقرير التحقيق في الحدث جاء أنه وبعد وقت قصير من الحالة اقترح ضابط العمليات في وحدة "متسادا" تنفيذ اقتحام آخر إلى الأقسام في الوقت القريب القادم للإيضاح للسجناء ما هي سياسة مصلحة السجون.

ومن النيابة العامة جاء أمس لـ "هآرتس" بان القرار اتخذ بعد دراسة معمقة وجذرية لعموم مادة التحقيق التي جمعت والتعمق بشهادات ضباط مصلحة السجون أمام المحكمة في إجراء التحقيق في ملابسات الوفاة، وضمن اعتبارات إغلاق الملفات لانعدام التهمة طرحت أيضا النتائج التي بموجبها استخدام الوسائل غير الفتاكة الذي تم أثناء الحدث كان حسب تعليمات فتح النار، والتشديد على أنه في إطار الحدث المأساوي عمل مقاتلو مصلحة السجون حيال تهديدات حقيقية وملموسة للمس بأجسادهم، ومع ذلك استخدموا استخداما مكبوحا للجماح ومدروس لوسائل الدفاع عن النفس والوسائل الوقائية التي كانت تحت تصرفهم".

كما علم أيضا أن "رفع المعنويات" الذي ذكر في أمر الحملة شرح في الشهادات بأنه كان يقصد زيادة ثقة مقاتلي مصلحة السجون بقدرتهم على تنفيذ مهمة التفتيش ومهام أخرى في منشأة الحبس، وذلك رغم مقاومة السجناء لهذه الأعمال.

هذا وكان قد ذكرت مصادر فلسطينية أن الأسير محمد ساطي الأشقر من قرية صيدا قرب طولكرم قد استشهد في أحداث سجن النقب نتيجة إصابته بجروح بالغة خلال اقتحام الاحتلال لسجن النقب الصحراوي.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنت من إقناع الاحتلال بالسماح لبعض أفراد أسرته بالتوجه إلى مستشفى "سوروكا" في ذلك الوقت للإطلاع على وضعه الصحي.

وفي وقت سابق قال نادي الأسير الفلسطيني أن الأسير الأشقر يرقد في غيبوبة نتيجة تمزق شريان في منطقة الرأس، وأن حالته خطيرة للغاية.

ووصف أحد أقارب الأسير في اتصال هاتفي حالته بأنها مقلقة وصعبة، موضحاً ويمكث قسم العناية الفائقة إلا أنه فارق الحياة في وقت لاحق.

وكانت وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق أن تسعة معتقلين على الأقل أصيبوا بجراح خطيرة خلال اقتحام وحدة "متسادا" لقسمين في سجن النقب.

يذكر أن الأشقر كان يقضي حكماً خمس سنوات وكان من المفترض أن يفرج عنه بعد شهرين، وهو متزوج وله ولد كما له أخ أسير محرر كان قد أفرج عنه بعد أصابته بشلل في سجون الاحتلال.

وأكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين، إصابة 50 أسيرا وتكبيل بـ 1200 معتقل وحرق قسمين كاملين في سجن النقب خلال قمع قوات الاحتلال لأسرى السجن.

عكا أون لاين

ـــــــــــــــ

ي ع